فيما جاب مبعوثا الخارجية الأمريكية أنثوني زيني، وتيم ليندركينج المنطقة خلال الأيام الماضية، بحثاً عن حل للأزمة الخليجية، لا تلوح في الأفق أية بوادر إيجابية من الدوحة تجاه مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، في ظل تأكيد الدول الأربع على عدم تنازلها عن «المبادئ ال6» المعلنة في اجتماع القاهرة و«المطالب ال13». وبعد اجتماع وزير الخارجية المصري سامح شكري مع مبعوثي الخارجية الأمريكية، لم يتوان الوزير المصري في تجديد وترسيخ موقف الدول الأربع أن انفراج الأزمة مع قطر مرهون بامتثال الدوحة للمطالب، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصري أحمد أبو زيد في بيان أن شكري ناقش خلال الاجتماع الدور السلبي الذي تقوم به قطر. وأضاف بيان الخارجية المصرية أن الجانب الأمريكي عبر عن تطلعه لحدوث انفراج في الأزمة، واستمرار دعم الوساطة الكويتية، موضحاً أن شكري شدد على التضامن والتنسيق الوثيق بين الدول الأربع والتوافق فيما بينها حيال ضرورة تنفيذ قطر لقائمة «المطالب ال13» التي قُدمت إليها والالتزام ب «المبادئ ال6» الحاكمة لها. فيما أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أمس (الجمعة) أن أزمة قطر ناجمة عن سياسات حكومة الدوحة الداعمة للإرهاب والمزعزعة لاستقرار المنطقة، موضحاً في تغريدة على حسابه في «تويتر» أن أزمة قطر على المستوى الشعبي مؤسفة ولكنها متوقعة، المشكلة ليست في الشعوب، فالنسيج واحد، والأزمة نتاج سياسات حكومة قطر في حق الجار والمحيط. وأضاف الوزير الإماراتي «أن يتمحور كل منا في خندق بلده متوقع في ظل تركيباتنا الاجتماعية، ولعل ولاء الإخوان لحزبيتهم استثناء، وتبقى أزمة قطر سياسية بامتياز وحلها سياسي». ورغم تدهور الأوضاع في المؤسسات المصرفية بالدوحة، ما أدى إلى ضمور اقتصادي في الدولة الصغيرة، إلا أن السلطة القطرية لا تزال تكابر على موقفها، وترفض التنازل، ويرى مراقبون أن حل الأزمة سيظل في الرياض، وعلى الدوحة أن تبادر وتغير من موقفها السياسي تجاه أشقائها وبقية دول المنطقة لكي لا تظل طويلاً في عزلة النفق المظلم.