من يقرأ تاريخ ابن العلقمي، وخيانته للأمة، وتآمره على دولة الخلافة العباسية؛ فإنه وعلى الفور يجد ذلك متجسدا أمامه في حكام قطر، فقد عمل ابن العلقمي الشيعي على إسقاط الدولة السنية من خلال ثلاثة محاور: إضعاف الجيش وشحن النفوس، مراسلة التتار، وتحسين صورتهم ومنع محاربتهم. وها هو التاريخ يعيد نفسه مع خائن مماثل في الهدف ولكنه متطور في الوسائل، فقد تآمر على جيش التحالف العربي في اليمن، وزود الإرهابيين بالمال من أجل الاعتداء على رجال الأمن في البحرين ومصر والمنطقة الشرقية، وتراسل مع الحوثيين والإيرانيين ومدهم بكل خطط التحالف في اليمن، كما راسل ودعم بالأموال وتعامل مع كل العناصر المشبوهة والإرهابية في كل أنحاء العالم ومن بينها «داعش» و«حزب الله» ونظام الأسد وعصابات حماس المتاجرة بالقضية الفلسطينية والإخوان المسلمين والمرتزق عزمي بشارة وقروبه الإرهابي، ثم أتى بالجيش الإيراني إلى قطر في سلوك لا يفعله عاقل، فهو يعلم مدى عداء الفرس للعرب عموماً وللخليج خصوصاً، ومع ذلك يحضر قواتهم ويفتح القواعد العسكرية وأرض الشعب القطري لهم. ماذا بقي لم يفعله حكام قطر؟!، لقد استباحوا كل شيء مقدس يربطهم ببقية دول الخليج والدول العربية، إنهم يتآمرون على الإسلام والمقدسات، وعلى إخوانهم في العروبة، ولو دققنا في المشهد سنجد أنه لا مبرر لأي من هذه الحماقات التي يرتكبها الساسة القطريون، وليست هناك أي مكاسب سياسية أو جغرافية ستتحقق من وراء هذا الدعم غير المحدود للإرهاب، كل ما هنالك أنفس شريرة وحاقدة، تملك أموالا طائلة فاستخدمتها في الشر، ومحاولة تدمير دول الخليج في المقام الأول. هذه الدويلة الكنتونية تحاول تقمص أدوار الكبار لتكون مؤثرة، ولكنها لم تجد إلى ذلك سبيلا، فتاقت إلى الشرور مدعومة في نواياها السيئة بقناتهم الخنزيرة التي أنشأوها لهذا الغرض، فهي مجندة للنيل من حكام دول الخليج، ومن بعض حكام الدول العربية، وتحاول شحن الشعوب ضد القادة، إلا أن ذلك كله لم يمر مرور الكرام، فهناك قيادات حكيمة وحصيفة تنبهت للأمر، وصاغت المعاهدات لكي نكف شر هذه الدويلة المنفلتة من عقال المنطق والعروبة والدين، إلا أنها أبت ودأبت على نقض المواثيق والعهود حتى جاء الرد القاسي من الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب بالمقاطعة، والتي ستجعل قطر تذعن وهي صاغرة، فلن تستطيع الصمود حتى وإن كابرت مؤقتا، لكنها في نهاية المطاف ستجر ذيول الخيبة، وسوف تأتي تستعطف وتستلطف ولكن بعد فوات الأوان.