كنت أسمع وأقرأ عن وجود شكاوى مريرة من خدمات الإنترنت المنزلي فلم أتوقف أمامها كثيراً لعدم استخدامي لهذه الشبكة بكثافة وظنّي أن في الشكوى مبالغة أو حرصاً زائداً عن الحد من قبل الشاكين على عدم تعطل «النت» ولو لساعات، ولكن ظهر لي عن طريق المعايشة والتجربة أن المعاناة حقيقية وأن الشكوى مبررة، فقد انقطع خط النت في منزلي فبلّغت عنه قسم الأعطال في الشركة التي أتعامل معها ولا أسميها لأنها ستعرف نفسها من خلال هذه السطور! وقد تم إصلاح العطل وأعطيت جهازاً جديداً عليَّ دفع ثمنه لاحقاً عن طريق الفواتير الشهرية، ولكن العطل تكرر مرة أخرى بعد خمسة أيام فأبلغت عن العطل الجديد فتم الاتصال بي وأبلغت أن الخط قد أصلح فوجدته فعلاً كذلك، ولكن الأمر لم يتعد ساعة ثم تعطل لعدة أيام فأصبح عدد البلاغات التي قدمتها لقسم الأعطال أربعة بلاغات وبعد كل بلاغ تصلني رسالة بأنه تم تسجيل الطلب وأن فني الصيانة فلان بن علان سوف يتواصل معي وأن رقم جواله هو «كذا»، وأنه في حالة وجود عطل جديد فإن بإمكاني الاتصال به مرة أخرى وخلال شهر كامل من الإصلاح السابق، فاتصلت به عدة مرات فلم يرد، ثم جاءني اتصال من رقم هاتف ثابت وسألني إن كان الخط قد أصلح فقلت له: نعم، ولكنه تعطل بعد ساعة، فطلب مني الاتصال بموظف الصيانة، فأبلغته أنه لا يرد على المكالمات فوعدني خيراً، ثم بعد ذلك اتصل بي «بتاع الصيانة» الذي لم يرد على مكالماتي فأخبرته بالأمر فزعم أنه سوف يحل المشكلة فوراً «وشفيق سف الدقيق؟!»، وفي أحد اتصالاتي للتبليغ عن العطل نصحني من تلقى إحدى بلاغاتي بالاتصال بهاتف «الكبائن» للتدخل السريع لحل المشكلة، فاتصلت بالرقم الذي زودت به فجاءني صوت مسجل بأنه ليس مسموحاً لي الاتصال برقم الكبائن وهو رقم 81166656 مع العلم أن جوالي به جميع أصفار الدنيا وخدمة التجوال على مستوى العالم وغير ذلك! وبينما أنا في خضم محاولات إصلاح الخط جاءني اتصال من موظفة تعرض علي باقة خدمة نت وهاتف برسم منخفض لمدة ستة شهور ثم يتضاعف الرسم بعد ذلك، فقلت لها: يا بنتي أنا أريد الفكّة وأنتِ تريدين أن أستمر معكم وأجلس على الدكة!!.