كثيرا ما يصادفنا رسائل تتناقل بواسطة تطبيق الواتساب.. كتّابها أكاديميون أو كتاب رأي انزوا في الظل تهيبا... فكتبوا مقالاتهم الواتسابية وأطلقوها بين عنان التطبيقات ليتداولها الناس. مقالات كهذه يمتهن أصحابها –عادة- دس السم في العسل ليشرب الناس سمهم جرعة.. جرعة دون أن يبدوا استياء أو حتى استنكارا. الخائفون مما يكتبون -لأن اللي على راسه بطحاء يتحسسها- يرتدون الأقنعة ويبتسمون طربا من وراء أقنعتهم عندما تصل هذه الرسائل لأكبر عدد من الناس، وذلك من خلال المجموعات (الجروبات).. غالبية تلك المقالات سياسية، أو تمس السياسة الداخلية، وتصل إلينا بدون أسماء.. فقط مجرد مقال مكتوب بمهنية المقال، لكنه مليء بالمغالطات والمعلومات غير الدقيقة التي لا يستطيع القارئ العادي أن يتبينها، فقط يأخذ ذلك العسل المكتوب برحيق الكلمات الجميلة دون أن يدقق في الهدف من وراء هذا المقال أو ذلك، ثم يعيد تدويره مرات ومرات وكأنه (جاب الذيب من ذيله) وهو مجرد حامل لأسفار لا يفقه ما وراءها!. وصلتني منذ أيام رسائل عديدة وتوقفت عند إحدى تلك الرسائل المكتوبة بالنفس الإخونجي الناقم على كل تيار مختلف عنه ونال حظا.. فهذا ديدن الإخواني أكاديميا كان أو كاتبا أو حتى طبيبا فهو يدعي المعرفة، وعندما يتم تهميشه - لأنه برأيه الرجل الذي يعرف كل شيء - يبدأ في شغل دس السم، فالحيلة لا تعييه أبدا مع القطيع، يشبه بذلك راقصة الحلبة واثق من هز وسطه عندما لا تسعفه خطواته. أحد هؤلاء الراقصين في رسالته المقالية الواتسابية يعزو فشل بعض القرارات السياسة الداخلية التي لم تعد تلائم توجهاته أو تطلعاته إلى مستشارين نعتهم بالفاشلين، وأنهم ورطوا من استشارهم..في هذه الرسالة التي تم تدويرها كم من المغالطات والمعلوت غير الدقيقة و تساق في المقال على أنها حقائق، ويعيد القارئ الذي يحمل أسفارا إرسالها مرات ومرات.. للقارئ الذي يحمل أسفارا...اقرأ الواقع بعينك لا ما يقوله لك الأخونجي الناقم الذي فاته الميري ولم يستطع حتى التمرغ في ترابه!.