أجزم أنه لا يوجد شخص في الخليج العربي لم يشاهد مسرحية «باي باي لندن» وحتما تذكرون المشهد الحواري الذي يتحدثون فيه عن فرار الرجال من زوجاتهم ومحاولتهم البحث عن راحة البال في مكان آخر. محاولة الفرار من الواقع موجودة في أغلب مناحي الحياة ولكنها قد تكون فرارا إلى الأسوأ وكما غنت أم كلثوم «قد يكون الغيب حلوا.. إنما الحاضر أحلى». ولنبدأ بالأهم فهناك كثير من الخليجيين يتمنون أن يكون لديهم نظام ديمقراطي مشابه للوضع في الكويت ولن ألوم من يتمنى هذا الأمر لأنهم لا يعرفون ما هو الوضع الحقيقي للواقع الذي نعيشه.. فبسبب الديمقراطية انتشرت في الكويت الطائفية والقبلية والفئوية وأصبح البعض يعتمد عليها للوصول بطريقة مزعجة جدا. فهل تريدون لمجتمعاتكم التفرقة مثلما يحدث حاليا لدينا؟ لم أجد تشبيها للديمقراطية إلا الباب الذي ضرب بين الجنة والنار فأحد جوانب الباب هو الجنة والجانب الآخر هو العذاب، فقد أصبحت الديمقراطية في الكويت جنة لمن يحصل على كرسي برلماني يستغله للاستفادة المادية والحصول على ما يريد من خلال تنفيذ أجندات أشخاص يساهمون في وصول النواب وحماية المصالح السياسية أو المالية للذين دعموهم للوصول. لقد بدأ أغلب البرلمانيين في العالم حياتهم وهم لا يملكون شيئا سوى رواتبهم الوظيفية والآن هم يملكون الملايين، فمن أين حصلوا على كل هذا؟ ففي الكويت كان أغلبهم يقسم أنه لا يملك إلا مبلغا بسيطا جدا، ولكنهم أصبحوا الآن من تجار العقار داخل وخارج الكويت، لذلك تجدونهم يستقتلون من أجل الوصول للكرسي البرلماني والتمسك به، فمن خلاله تتحقق أحلامه وأحلام أحفاد حفيدات أحفاده، فهل تريدونها مثلنا. أدام الله من كون ثروته بالطرق المشروعة، ولا دام من كانت ثروته من خلال تلاعبه بقوانين بلده واستغلال سلطته التشريعية.