ارتأت الشابة رحمة عسيري أن تسلك طريقاً مختلفاً عن قريناتها، وأن تبادر بتبني هواية مغايرة عن السائد، إذ تخصصت في صناعة «المسابح» المصنوعة يدوياً التي تجمع بين طبيعة منطقتها الزراعية وسمات الروح العصرية. وجذبت عسيري زوار ومرتادي مهرجان أبها للتسوق، من نافذة جناحها الخاص الذي تعرض فيه ما صنعته من السبح، والتي تستخدم في صناعتها مواد ذات الأصل النباتي، وبذور النباتات والثمار كبذور حبات الزيتون ونواة الخوخ وأنواع أخرى مختلفة من الفواكه. وعن كيفية صناعتها للسبح من بذور النباتات والفواكه، أوضحت عسيري أنها تقوم بجمع حبات بذور الزيتون ونواة فاكهة الخوخ بشكلها الطبيعي، وتقوم بتنظيفها ونحت أجزاء منها ليكون لبها الداخلي مجوفا، وبعد ذلك يتم صبغها وثقبها وجمعها عبر خيط المسبحة لتشكل شكلها النهائي. وأشارت عسيري إلى أن انخراطها في هذه المهنة جاء لإعادة الهيبة لها بعد أن باتت مهددة بالانقراض، إضافة إلى أنها تعمل على تنمية موهبتها وهوايتها في هذا المجال منذ أكثر من 6 أعوام، مؤكدة أن تجارة السبح مربحة والطلب متواصل عليها، عبر مشاركتها في معارض ومهرجانات عدة داخل منطقة عسير وخارجها. كما تأمل عسيري أن تشارك في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، للتوسع في هذه المهنة لتصل بأفكارها الإبداعية في هذا المجال إلى داخل وخارج المملكة، وتبني صناعة وطنية متطورة تنافس الهدايا المستوردة من الخارج وتباع في المحلات التجارية كهدايا تذكارية.