كشف استشاري جراحات الجهاز الهضمي والمناظير الأستاذ المساعد في كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور وسام حسن جمال في حواره مع «عكاظ»، أن نسبة عودة «المتكممين» إلى زيادة الوزن تصل إلى 50% في السنوات الخمس الأولى بعد إجراء عملية تكميم المعدة. مؤكدا أن عمليات تغيير المسار المصغر للمعدة أنجح من تكميمها. وأشار جمال إلى أن الأشخاص المتكممين بإمكانهم إجراء عملية تغيير المسار المصغر في حال عدم التزامهم بالسلوك الغذائي الصحيح، مؤكداً في الوقت ذاته أن عمليات تغيير المسار المصغر أثبتت فعاليتها في علاج الأمراض المزمنة، خصوصا من يعانون من مرض السكر النوع الثاني، وآكلي الحلويات.. فإلى الحوار: • بماذا تختلف جراحات تغيير المسار المصغر عن عمليات تكميم المعدة؟ •• تعتمد عملية تغيير المسار المصغر في نزول الوزن على تقليص امتصاص الطعام، وتقليل الكميات، فنزول الوزن يعد أسرع من عمليات تكميم المعدة التي تعتمد على تقليل الكميات وبعض التغيرات الهرمونية في الجزء المستأصل من المعدة، أما عمليات تغيير المسار المصغر فنتائجها لا تقل عن عمليات التكميم، إضافة إلى فاعليتها في علاج الأمراض المزمنة، ما جعلها تشهد أخيرا إقبالا في عدد من الدول، كالسعودية وفرنسا وتايلند. •إذن ما الفرق الجوهري بين عمليتي المسار المصغر والتقليدي؟ ••عملية تغيير المسار المصغر عبارة عن توصيلة واحدة للأمعاء، أما تغيير المسار التقليدي فيكون بوصلتين للأمعاء، كما أن حجم المعدة يكون كبيرا في الأولى وصغيرا جدا في الثانية، ما قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات كالفتاق الداخلي، والتفريغ السريع للمعدة. وقد أخذت عمليات تغيير المسار المصغر طريقها في الانتشار، لتمتعها بميزة لا توجد في عمليات التكميم، إذ إنه في حال أصيب المتكممون بمضاعفات صحية أو نفسية نتيجة التكميم، يمكن إجراء عملية تغيير مسار مصغر، وإعادة رفع الجهاز الهضمي لوضعه السابق، ويعتمد إجراء عملية المسار المصغر للمتكممين على ماهية المضاعفات، إن كانت بسبب سوء تغذية، أم نقص فيتامينات، أو نزول شديد في الوزن، كما أن إجراءها لا يعتمد على رغبة المريض فحسب، بل على مدى حجم المضاعفات الصحية بعد عملية التكميم. وفي حال إجراء عملية تغيير المسار المصغر ينبغي الالتزام بتناول الفيتامينات مدى الحياة، علاوة على كبسولات المكملات الغذائية ك«الحديد والكالسيوم». • من هم الأشخاص الذين بحاجة إلى عملية تغيير المسار المصغر؟ ••من يتجاوز مؤشر كتلة أجسامهم ال50، ومن يتناولون الحلويات ومرضى السكر من النوع الثاني، إضافة إلى مرضى متلازمة الشره القهري، الناتج عن التعرض لصدمات نفسية.. يظل احتمال عودة زيادة الوزن بعد العملية محتملا، ولكنه أقل من التكميم. • وهل يمكن ل«المتكممين» إجراء عملية تغيير المسار المصغر؟ ••نعم يمكنهم إجراؤها، إذ إن 50% من المتكممين يعودون لزيادة الوزن خلال السنوات الخمس الأولى، بسبب السلوك الخاطئ في الغذاء، وعدم ممارسة الرياضة، والأكل فوق الاحتياج، والاعتماد على تناول وجبة واحدة في اليوم. • وكم نسبة الأمان والمخاطر في هذه العملية؟ ••تغيير المسار المصغر منخفض المخاطر لدرجة تكاد تكون معدومة، وبصفة عامة فإن عمليات جراحات السمنة آمنة بنسبة 98%، لذا فإن نسبة حدوث المضاعفات لا تتجاوز نسبة 1-2%، وتنحصر كأي عملية جراحية، بحدوث نزيف، أو التسريب كما يحدث في عمليات التكميم، إذ تخرج إفرازات الجهاز الهضمي على الوعاء البطني، ما يعرض المريض للتسمم، ويتم العلاج، إما بالتدخل الجراحي أو بالمضادات الحيوية، حسب الحالة، ووارد حدوث التسريب مع أفضل جراحي العالم، إلا أنه يعالج فور تشخيصه مبكرا. • متى يمكن للمتكمم إجراء تغيير المسار المصغر؟ ••إذا فشلت عملية التكميم الأولى، فمن الأجدى ألا تكرر، فإعادة عملية فاشلة تكرار للفشل، ما يستوجب إجراء عملية تغيير المسار المصغر، إذ إنها تعد الحل الأمثل في حال زيادة الوزن، وهذا يتوقف أيضا على إقناع الطبيب للمريض، وإعطائه الرأي الصحي الأفضل. • وهل هناك أمراض تحول دون إجراء المريض هذه العملية؟ ••يوجد عدة عوامل تجتمع ويتم التحديد بموجبها، فعلى سبيل المثال في حال مريض القلب يعتمد على حالة عضلة القلب وهل سبق أن أجرى عمليات قلب مفتوح، وهنا يجتمع فريق طبي متكامل لتحديد قرار إجراء المريض لعملية التكميم. • لماذا نسمع عن حالات تتعرض لتوقف القلب أثناء التكميم؟ ••حالات الوفيات بعد عمليات التكميم نادرة، كما أنها منخفضة المخاطر، وإذا حدثت الوفاة لا سمح الله، تكون بسبب تجلطات مفاجئة في الرئة. خصوصا أن زيادة الوزن الكبيرة، تكون جلطات القدم، التي ترفع احتمال الإصابة بجلطة في الرئة، إلا أن جراحات السمنة في حد ذاتها، لا تزيد خطورة على جراحات استئصال المرارة، وبالتأكيد يعد التحضير الجيد للمريض قبل العملية بالفحوصات الطبية المتكاملة مطلبا مهما. • ما رأيك في عمليات بالون المعدة لإنقاص الوزن وهل تنصح بإجرائها؟ ••بالون المعدة لإنقاص الوزن إجراء مؤقت ومساعد لإنقاص الوزن، ويساعد على تغيير نمط وسلوكيات التغذية لدى الأشخاص، وقد حقق نتائج ممتازة لدى البعض، وأخرى مخيبة لبعض من لا يساعدون أنفسهم في تغيير السلوكيات الغذائية والرياضية، إذ إنه لا يحل محل العمليات الجراحية لإنقاص الوزن، وليس في كفاءتها، لكنه يستخدم عادة لمن لم يصلوا إلى مرحلة تستحق إجراء الجراحة، أو أصحاب الأوزان العالية جدا، في محاولة لإنقاص الوزن قبل الخضوع للجراحة، وذلك لتقليل مخاطر العمليات. • باعتبارك من أنصار المدرسة الفرنسية في الجراحة، فماذا يميزها عن المدارس الجراحية الأخرى؟ ••من واقع دراستي في فرنسا وتلقي التدريب على أيدى أمهر الجراحين، وجدت أن المدرسة الفرنسية تمتاز بالدقة والجرأة وإيمانهم الكامل بإعطاء المريض الفرصة في العلاج حتى وإن كانت ضئيلة. وبالمناسبة.. يمتلك بعض المرضى خلفية معرفية جيدة، عما يميز كل مدرسة طبية في الجراحة عن الأخرى، بفضل الاطلاع وتبادل الخبرات. • هل تردك كجراح متخصص حالات تعرضت لمشكلات صحية بعد العملية؟ •• تعود أسباب عدم نجاح عمليات التكميم، لعدم متابعة المريض بعد إجرائها، والإهمال في اتباع سلوك غذائي صحي، عطفا على أن العمليات تتطلب سقفا ماديا، لا ينخفض عنه، لعدة أسباب، منها نوعية الدباسات المستخدمة في العملية، ومدى تعقيمها، فبعض الدباسات يتم استخدامها أكثر من مرة، ما يرفع نسبة حدوث العدوى والنزيف، كما ينسحب ذلك على أنبوب قص المعدة، وبعض أجهزة قطع الدهون ذات الاستخدام الواحد، ويراوح سعر بعضها من 3-4 آلاف ريال، ما يرفع تكلفة العملية، ناهيك عن أن بعض الدباسات ليست من الشركات الأم، وهذا يحدث فرقا في أسعار العمليات. وللحقيقة، لا نقبل متابعة حالة المريض الذي أجرى جراحة خارج البلاد، إلا إذا كانت حالته حرجة جدا، ما يستدعي تدخلا إنسانيا ومهنيا.