تغيرت حياة الشاب خالد الشاعري الذي عانى لسنوات طويلة من السمنة المفرطة التي أعاقته من المشي، وذلك بعد خضوعه إلى خطة علاجية من بنودها عملية تكميم المعدة، فأصبح وزنه 120 كيلوجراما بعد أن كان 600. ووفقا لصحيفة الوطن كشف استشاري جراحة المناظير والسمنة بمدينة الملك فهد الطبية الدكتور عايض القحطاني أن "عدد عمليات تكميم المعدة التي أجريت في المملكة خلال العام الحالي قد تصل إلى 20 ألف حالة، بينما تجرى هذه العمليات عادة بمعدل 13 ألف عملية كل عام"، مشيرا إلى أن الإقبال على هذه العملية زاد حتى بلغت الزيادة في المملكة 100% خلال السنوات الخمس السابقة، بينما وصلت في العالم إلى 500% خلال الفترة نفسها. عملية آمنة و أضاف أن "عملية تكميم المعدة تجرى للمرضى شديدي السمنة كمرحلة أولى، تعقبها عملية تحويل مسار المعدة، بعد أن يكون المريض قد فقد نسبة كبيرة من وزنه الزائد". وأوضح القحطاني أن "عملية التكميم تعرف أحيانا بقص المعدة، أو تصغيرها، أو تدبيسها، وأول عملية من هذا النوع أجريت عام 1999، وبدأت في المملكة عام 2006، وتطورت أساليبها حتى أصبحت أكثر العمليات شيوعا الآن في معظم أنحاء العالم". وأوضح استشاري جراحة المناظير والسمنة بمدينة الملك فهد الطبية أن "عملية تكميم المعدة تمثل 55% من العمليات الخاصة بالسمنة في أميركا، و85% في المملكة، وسبب انتشارها هو أنها آمنة عندما يتم إجراؤها في مراكز متخصصة، وعلى أيدي جراحيين مهرة"، مشيرا إلى أن الدراسات بينت أن هذه العملية إذا أجريت بطريقة جيدة تؤدي إلى انخفاض الوزن في 85% من الحالات. إزالة هرمون الشهية وأشار الدكتور القحطاني إلى أن "العملية تعمل على تقليل كمية الأكل، وتقليل الشهية عن طريق إزالة هرمون الشهية Ghrelin، غير أن هذا العامل ليس الأهم، فهناك أكثر من ثمانية مسارات داخل الجسم تؤدي مجتمعة إلى نتائج جيدة، من أهمها وأكثرها غموضا هو تغيير ما يسمى بمركز التحكم أو نقطة توازن Set point، حيث إن الإشارات العصبية والهرمونية والإنزيمات، وبعض البروتينات، وإفرازات الجهاز الهضمي تتغير بشكل كبير، وتحقق توازنا جديدا للوزن". التعامل مع المضاعفات وعن أسباب حدوث مضاعفات لعمليات السمنة كشف القحطاني أن "هناك ثلاثة أسباب لحدوث مضاعفات غير متوقعة للعملية، وهي عدم تقييم المريض بشكل جيد، فمن المهم تحضيره للعملية، فمثلا إذا كانت لديه مخاطر الإصابة بأمراض القلب تتم معالجتها وتقليل أثرها على الجراحة، وكذلك أمراض التنفس والكلى وغيرها، ومن المضاعفات التي يجب أن توضح للمريض نسبة التسريب التي تقترب من 1%، وهناك أمور أخرى تحدث للمرضى مثل الغثيان والترجيع والخمول والكسل وتساقط الشعر، وكلها يمكن التغلب عليها بإرشادات وتعليمات خاصة، ونادرا ما يحدث نزيف أو تضييق في المعدة"، مشيرا إلى أن أي عملية لها مضاعفات، ولكن يجب اكتشافها في وقتها، والتعامل معها بشكل صحيح، ومشددا على مسؤولية المريض في المتابعة والتواصل مع طبيبه عند أي تغير في حالته الصحية، والالتزام الدقيق بالنصائح الطبية، خاصة بعد العملية. وأكد القحطاني أن "40 جراحا في المملكة يقومون بجراحات السمنة ومن بينها التكميم الذي يعتبر عملية آمنة إذا اتخذت كل الاحتياطات"، مشيرا إلى أنها أكثر أمانا من عملية المرارة حسب الدراسات العالمية. إلى ذلك، أوضح رئيس قسم التجميل بمستشفى الملك فهد العام الاستشاري الدكتور حسين الشريف أن "أسعار عملية تكميم المعدة تختلف من مستشفى إلى آخر، حيث تتراوح في المستشفيات الخاصة بجدة بين 30 إلى 35 ألف ريال، وفي المراكز الطبية الشهيرة قد تصل من 60 ألفا إلى 65 ألف ريال، كما تختلف هذه الأسعار من طبيب إلى آخر". وعن أسباب ارتفاع التكلفة، قال إن "هذا يعود إلى سمعة وشهرة الطبيب من جهة، وللوضع الصحي للمريض من ناحية أخرى"، مشيرا إلى أن عملية التكميم تجري للمريض من سن 16 إلى 50 عاما.