بعد مرور قرابة شهرين على ما أسمته الدوحة ب«اختراق» وكالة الأنباء القطرية، في أعقاب بثها تصريحات لأمير قطر تعارض سياسات دول مجلس التعاون، أطل الأمير الشيخ تميم بن حمد أمس الأول (الجمعة) لأول مرة منذ قطع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب علاقاتها مع الدوحة، ليظهر بالصوت والصورة، في حديث متطابق التوجهات والرؤى لتلك «تصريح مايو» الذي نفاه وزير الخارجية القطري، لتتهشم معه مزاعم اختراق الوكالة. وكشفت التصريحات القطرية المستور دون أدنى شك، بالصوت والصورة هذه المرة، إذ لم يعد ثمة مجال لادعاء «الاختراق»، أو تغيير المواقف بعد ظهور الأمير رسمياً، مزيحاً الستار عن وجه الدوحة الحقيقي بشكل علني. التصريحات التي أطلقها الأمير في 24 مايو الماضي، ونفتها الخارجية القطرية بعد ساعات، زاعمة أن وكالة الأنباء القطرية تعرضت لجريمة إلكترونية ممثلة في اختراق الوكالة وزرع تلك التصريحات، لم ينفها أي مسؤول قطري، حتى جاءت الكلمة المتلفزة لأمير البلاد أمس الأول (الجمعة)، لينطق بذات العبارات التي احتواها «الخطاب المخترق». «ومن فمها ندينها»، فقد تقاطعت كثير من عبارات أمير قطر في خطابه أمس الأول (الجمعة) مع كلمته المخترقة، وإن لم تتطابق الكلمات، فالتوجهات والإستراتيجيات متماثلة، إذ تشابه رأي أمير قطر في الكلمتين تجاه التزام دولته بدعم القضايا العادلة وتطلعات للشعوب العربية عبر الثورات العبثية في دول المنطقة. وتشير قراءة متأنية لخطابي أمير قطر تقاطعه في جزئية «مزاعم الدوحة» مكافحتها الإرهاب، رغم اختلاف تعريفها للإرهاب، إذ أوضح تميم اختلافه مع البعض بشأن مصادر الإرهاب، وقال في الكلمة المخترقة إنه لا يحق لأحد اتهامنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله. ولا يمكن تغافل إعلان أمير قطر أن دولته تختلف مع دول مجلس التعاون بشأن السياسات الخارجية لبعض دول المجلس، إذ يمثل هذا الإعلان نقطة تحول في علاقة المنظومة الخليجية المحافظة، وذات التوجه كان مشابها لما جاء في «تصريح مايو» عندما طالب تميم بعض الدول الخليجية مراجعة مواقفها المناهضة لقطر. الأكيد أن «الدوحة» اليوم مهما حاولت التواري خلف شعارات زائفة، لن يعود بمقدورها المضي في طريق التزييف والكذب، بعد أن باتت توجهاتها واضحة الملامح، باعتبار أن حديث أميرها تميم، يمثل وجهة النظرة الأولى والأخيرة في الدولة.