أنصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينةالمنورة بإنشاء «هيئة ملكية». وستعمل على تطوير المحافظة اقتصاديا وجعلها معلما سياحيا تؤوي إليها القلوب الباحثة عن التاريخ العتيد. لقد فرشت العلا سجادتها للتاريخ وأضحت في العهد السعودي معلماً مرتبطاً بتحقيق رؤية المملكة 2030. وتبعد «عروس الجبال» -كما يحب أهلها أن يطلقوا عليها، فهي تسكن بين مرتفعات جبلية- عن المدينةالمنورة 300 كيلو، ويقع بالقرب منها «الحجر» والمعروفة بمدائن صالح. وتشتهر العلا بالبيوت التاريخية المنحوتة التي تظهر حضارة الأنباط في ذلك التاريخ العتيد، فقد نحتوا بيوتهم في الجبال، وجعلوا هذا النحت تاريخاً امتد حتى اليوم، حيث تضم الحجر آثاراً تاريخية وطبيعية، وقد تم تسجيلها أخيراً في منظمة اليونسكو، وتم اكتشاف معابد وتماثيل تعود إلى عام 900 قبل الميلاد. وتزخر العلا بآثار تاريخية، وأبرزها الحجر «مدائن صالح»، وتسمى ديار ثمود أيضاً، وقصر البنت ويقع في منطقة الخريمات، وقصر العجوز، والديوان (مجلس السلطان) وهو معبد نبطي، ومحلب الناقة، ومقابر الأسود، وتضم هذه المدافن 21 قبراً، وجبل عكمة، والمابيات، والمزحم، وجبل الحوار، والحويرة، ومحطة سكة الحجاز، وقلعة الحجر الإسلامية، وقلعة موسى بن نصير، والبلدة القديمة. وسيكون للهيئة الملكية بمحافظة العلا دور بارز في تنمية الموارد الاقتصادية للمحافظة والمنطقة. وقال أستاذ التمويل والاقتصاد بكلية إدارة الأعمال بجامعة طيبة الدكتور جريبة الحارثي إن الأمر الملكي بإنشاء هيئة ملكية بالعلا هو أمر إيجابي لمنطقة المدينةالمنورة وسكانها، وإضافة ممتازة، كما أن هذه الهيئة ستميز المدينةالمنورة، حيث ستصبح في المنطقة هيئتان، في ينبع وأخرى في العلا. وأردف الحارثي بأن الهيئة الملكية ستكون رافدا اقتصاديا للمنطقة خصوصاً والمملكة عموما، وأن لهذه الهيئة أبعادا اقتصادية، وستستحدث مشاريع تنموية واقتصادية، وهذا الأمر سيدعم رؤية المملكة فيما يتعلق بالتوظيف والسياحة ودعم الموارد غير النفطية، وسيحقق إستراتيجية الرؤية، كما ستقلل من الاعتماد على البترول، وستقلل البطالة، وسترفع من رفاهية المواطن.