تزخر السعودية بألوان متعددة من الفنون الشعبية، تتوزع وفق الجغرافيا والديموغرافيا المتنوعة التي اشتهرت بها المنطقة، فالألوان البحرية تختلف عن ما يمارسه أبناء الصحراء، كما أن لأهالي الجبال فنونا ثرية، ومن أشهر ما عرفت به الطائف والمناطق المجاورة لها فن «حيوما»، وهي مفردة تدل على التحية والترحيب بالضيف، ويؤدى على هيئة صفين متقابلين كصفوف المحاورة، ولكن صفوفه تُردد بعض المساجلات أو الأبيات الشعرية المحفوظة مسبقا، أو محاورة بين شاعرين، كل شاعر يقف في صف، فيها شيء من الدعابة والتلقائية والمرح المباح، مع ضرب الدفوف بطريقة متناسقة على بحور مختلفة من الشعر، وطرأ على هذا الفن في السنوات الأخيرة التطوير وظهر بحلة جديدة. وهناك فن المحاورة أو القلطة، وكلاهما اسمان لفن الرد، وهو كل كلام موزون مقفى له معنى ينشد ارتجالا بين اثنين على الأقل، ويعتمد على الفتل والنقض في حينه، وهو فن ينتشر في الحجاز وضواحي نجد. ويرى بعض النقاد أن أول محاورة في تاريخ الشعر كانت بين امرئ القيس وعبيد بن أبي الأبرص، وإن افتقدت لعنصر مهم من عناصرها وهو الصفوف إلا أنها لم تخرج عن إطار المحاورة الشعرية، فمع ظهور الشعر الشعبي بشكله السائد حاليا واكبته أنواع وفنون عدة، منها فن شعر المحاورة الذي يعتمد على التحاور بين شاعرين بشكل ارتجالي، وبحضور مجموعة من الناس يرددون ما يقال من أبيات.