أضحت المنطقة الخليجية قبلة للوساطات الغربية الرامية لتسوية الأزمة القطرية، بعدما بدا واضحاً أمس أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لم يحقق مراده من وزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، التي قطعت علاقاتها مع قطر قبل 36 يوماً. فقد استبق «رباعي المقاطعة» المحادثات مع تيلرسون برفضهم الليل قبل الماضي محاولة الوزير الأمريكي الالتفاف على الأزمة القطرية بتوقيع «مذكرة تفاهم» مع قطر في شأن مكافحة تمويل الإرهاب. وفيما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز تيلرسون - كل على حدة - وبحثا معه العلاقات الثنائية وجهود مكافحة الإرهاب وتمويله؛ أجرى تيلرسون محادثات في جدة أمس مع موفد كويتي، ويزور الدوحة اليوم للقاء أمير قطر تميم بن حمد. وجاءت جولة تيلرسون، التي شملت الكويتوقطر وتستمر حتى اليوم، على خلفية ملاحظات حول «رخاوة» موقفه إزاء قطر، ومحاولته الوقوف على الحياد بين الأفرقاء الخليجيين، في حين أن الرئيس دونالد ترمب أعلن بشكل قاطع وصريح تأييده لموقف السعودية وحلفائها. وفي مسعى لشغل الفراغ الذي سيخلفه أي فشل كامل لتيلرسون في حمل قطر على الاستجابة لمطالب الدول الأربع، أعلنت فرنسا أن وزير خارجيتها جان بيف لودريان سيزور الخليج نهاية الأسبوع ل«تخفيف التوترات هناك». ونوهت «بلومبيرغ» أمس بأهمية تواصل مساعٍ بدأها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لتقريب وجهات النظر الخليجية، للخروج من الأزمة، مشيرة إلى ضخامة المصالح البريطانية في السعودية مقارنة بالاستثمارات القطرية في بريطانيا. وفي لندن حذر خبراء تحدثت إليهم «عكاظ» أمس من مخطط قطري لإقناع الوزراء الغربيين الذين يجولون المنطقة بتوقيع مذكرات تفاهم مع بلدانهم، على غرار ما وقعته مع تيلرسون أمس الأول، لتعلن نفسها بريئة من «تمويل الإرهاب»، في حين يتهمها «رباعي المقاطعة» بدعم الإرهاب، وتمويله، والتحريض، وزعزعة الاستقرار، وتهديد الأمن الخليجي والعالمي.