زادت كثافة المساعي الجارية لحل أكبر أزمة دبلوماسية تشهدها منطقة الخليج العربي. فيما بقيت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بزعامة السعودية، على ثقة بأن الأزمة لن تحل ما لم تستجب قطر للمطالب الخليجية، لضمان تعهدها بوقف دعم وتمويل الإرهاب، والكف عن زعزعة الدول والتدخل في شؤونها؛ قام وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون بزيارة للسعودية، ذكرت أنباء في لندن أنه التقى خلالها في جدة (غرب السعودية) مسؤولين سعوديين، للتباحث حول سبل تسريع حل الأزمة. بيد أن وزارة الخارجية البريطانية اكتفت بأنه سيحض الأطراف كافة على الاصطفاف خلف جهود أمير الكويت. وكان جونسون أكد في الكويت، قبيل توجهه إلى السعودية، أن بالإمكان إحراز تقدم في تخفيف التوتر مع قطر. لكنه أقرّ بأن ذلك لن يحدث فوراً. وحرص جونسون على بدء جولته بزيارة الكويت لتأكيد دعم بريطانيا للوساطة التي يقوم بها أمير الكويت؛ فيما يبدأ نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون زيارة للكويت غداً، لتعضيد وساطة أمير الكويت. واستبقت وزارة الخارجية الأمريكية جولة تيلرسون بقول المتحدثة باسمها هيذر نوورت أمس الأول إن واشنطن غدت تخشى أن النزاع سيصل إلى طريق مسدود، وأنه قد يستمر أسابيع وأشهراً، بل من الممكن أن يشهد تصعيداً. وفيما اتهم وزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش قطر بتقويض الوساطة الكويتية قبل أن تبدأ وحذرها من أن «الاختباء خلف مفردات السيادة والإنكار» سيطيل الأزمة؛ شدد محللون في لندن أمس على أن الأزمة مرشحة لبقاء أطول إذا لم تذعن قطر لمطالب وشروط الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. وزادوا أن السعودية والإمارات ومصر والبحرين تأذت أذى شديداً من المؤامرات القطرية، وصبرت على ذلك نحو عقدين، وهي عاقدة العزم هذه المرة على خلاص نهائي مما يزعزع أمنها واستقرارها، مهما تكن كلفة ذلك.