حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    جدّة الظاهري    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك سلمان مفتتحاً القمة العربية الإسلامية الأميركية: القمة تاريخية وغير مسبوقة.. وتنعقد في وقت شديد الأهمية
نشر في الرياض يوم 26 - 08 - 1438

بدأت أعمال القمة العربية الإسلامية الأميركية أمس في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
وقبيل بدء القمة، التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة وفود الدول المشاركة في أعمال القمة.
وبدأت الجلسة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفاً حتى أطلت ثورة الخميني.. والنظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي
ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
فخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة؛ أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:
أحييكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، وليسمح لي قادة العالمين العربي والإسلامي، أن أرحب بفخامة الرئيس الصديق دونالد ترمب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، في قمة تاريخية غير مسبوقة، تنعقد في وقت شديد الأهمية، وبالغ الخطورة.
إن لقاءنا هذا بفخامة رئيس الولايات المتحدة الأميركية التي تربطها بالكثير من دولنا أواصر الصداقة والعلاقة الوطيدة يجسد اهتمام فخامته وحرصه على توثيق التعاون والاستمرار في تنسيق المواقف بمختلف المجالات، وله دلالة كبيرة على أن دولنا العربية والإسلامية، المجتمعة اليوم وقد بلغت خمساً وخمسين دولة، ويتجاوز عدد سكانها المليار ونصف المليار نسمة، تعد شريكاً مهماً في محاربة قوى التطرف والإرهاب، وفي تحقيق الأمن والاستقرار والسلم العالمي، ويحمل فخامته في جعبته الكثير من الآمال والطموحات للتعاون مع العالم العربي والإسلامي.
وإننا إذ نتقدم بالشكر والتقدير لفخامته لاستجابته للحضور والمشاركة في هذه القمة لنؤكد سعادتنا وامتناننا باختياره بلادكم المملكة العربية السعودية وقمتكم هذه كأول رحلة ومشاركة خارجية لفخامته مما يعكس ما يوليه فخامته وبلاده من اهتمام في قمتكم المباركة، كما نؤكد في الوقت ذاته أننا نبادله نفس المشاعر السامية في التعاون البناء لنبذ التطرف والعمل على مكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وتجفيف منابعه وإيقاف كل سبل تمويله أو نشره والوقوف بحزم في التصدي لهذه الآفة الخطيرة على الإنسانية جمعاء.
إيران رفضت مبادرات حسن الجوار وظنت صمتنا ضعفاً وحكمتنا تراجعاً حتى فاض بنا الكيل من تدخلاتها وممارساتها العدوانية
ونجتمع اليوم في هذه القمة لنعبر عن الجدية في اتخاذ الخطوات الحثيثة لتعزيز شراكة حقيقية مع الولايات المتحدة الأميركية الصديقة بما يخدم مصالحنا المشتركة ويسهم في تحقيق الأمن والسلام والتنمية للبشرية كلها وهو ما يؤكده ديننا الإسلامي الحنيف.
أيها الأخوة والأصدقاء الأعزاء:
إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أياً كان مصدرها، امتثالاً لأوامر ديننا الإسلامي الحنيف، لقد كان الإسلام وسيبقى دين الرحمة والسماحة والتعايش تؤكد ذلك شواهد ناصعة، ولقد قدم الإسلام في عصوره الزاهية أروع الأمثلة في التعايش والوئام بين أتباع الأديان السماوية والثقافات، لكننا اليوم نرى بعض المنتسبين للإسلام يسعى لتقديم صورة مشوهة لديننا، تريد أن تربط هذا الدين العظيم بالعنف.
نقول لإخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا من المسلمين في كل مكان، بأن أحد أهم مقاصد الشريعة الإسلامية هو حفظ النفس، وأن لا شرف في ارتكاب جرائم القتل، فالإسلام دين السلام والتسامح، وقد حث على أعمار الأرض وحرم التهلكة والإفساد فيها، واعتبر قتل النفس البريئة قتلاً للناس جميعاً، وأن طريقنا لتحقيق مقاصد ديننا والفوز بالجنة هو في نشر قيم الإسلام السمحة التي تقوم على السلام والوسطية والاعتدال وعدم إحلال الدمار والإفساد في الأرض.
تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلب عادل وضروري.. ويتعين على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لحل الأزمة السورية
وأننا جميعاً شعوباً ودولاً، نرفض بكل لغة، وندين بكل شكل الإضرار بعلاقات الدول الإسلامية مع الدول الصديقة، وفرز الشعوب والدول على أساس ديني أو طائفي، وما هذه الأفعال البغيضة إلا نتيجة محاولات استغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية، كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له مثل حزب الله والحوثيين، وكذلك تنظيمي "داعش" والقاعدة، وغيرها.
فالنظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم، وإننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفاً حتى أطلت ثورة الخميني برأسها عام 1979م.
لقد رفضت إيران مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا بحسن نية واستبدلت ذلك بالأطماع التوسعية والممارسات الإجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ومخالفة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل.
وقد ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعفاً، وحكمتنا تراجعاً حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته كما شاهدنا في اليمن وغيرها من دول المنطقة.
ترمب: جئت إلى قلب العالم الإسلامي برسالة صداقة وأمل وحب
دول مجلس التعاون أبرمت اليوم اتفاقاً تاريخياً مع الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءاتٍ صارمة لاستهداف تمويل الإرهاب
نقول ذلك ونحن نؤكد في الوقت ذاته على ما يحظى به الشعب الإيراني لدينا من التقدير والاحترام فنحن لا نأخذ شعباً بجريرة نظامه.
لقد عانت المملكة العربية السعودية طويلاً، وكانت هدفاً للإرهاب، لأنها مركز الإسلام وقبلة المسلمين، ويسعى الفكر الإرهابي لتحقيق شرعيته الزائفة وانتشاره من خلال استهداف قبلة المسلمين ومركز ثقلهم.
ولقد نجحنا ولله الحمد في التصدي للأعمال الإرهابية وأحبطنا محاولاتٍ إرهابية كثيرة، وساعدنا الأشقاء والأصدقاء في دول العالم في تجنب مخططات تستهدف نسف أمنهم وتدمير استقرارهم.
أيها الإخوة والأصدقاء الأعزاء:
امتداداً للجهود المبذولة في محاربة الإرهاب أبرمت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم اتفاقاً تاريخياً مع الولايات المتحدة الأميركية على اتخاذ إجراءاتٍ صارمة لاستهداف تمويل الإرهاب وذلك بتأسيس مركز في مدينة الرياض لاستهداف تمويل الإرهاب، ونتطلع إلى انضمام المزيد من الدول إلى المركز مستقبلاً وسيكون هذا الاتفاق أنموذجاً يحتذى به، وهو مبني على جهودنا القائمة في هذا الصدد، وإنني أؤكد باسم إخواني قادة الدول الإسلامية المجتمعين بأننا لن نتهاون أبداً في محاكمة كل من يمول أو يدعم الإرهاب، بأي صورة أو شكل، وستطبق أحكام العدالة كاملة عليه.
النظام الإيراني المتهور مسؤول عن الكثير من الزعزعة في المنطقة
فخامة الرئيس الصديق؛ أيها الأخوة والأصدقاء الأعزاء:
استمراراً في حربنا ضد الإرهاب نؤكد عزمنا في القضاء على تنظيم "داعش"، وغيره من التنظيمات الإرهابية، أياً كان دينها أو مذهبها أو فكرها، وهو ما دعانا جميعاً إلى تشكيل (التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في خطوة رائدة لمحاصرة الإرهاب.
إن الإرهاب نتيجة للتطرف وفي ظل الحاجة لمواجهته نعلن اليوم إطلاق (المركز العالمي لمكافحة التطرف)، الذي يهدف لنشر مبادئ الوسطية والاعتدال ومواجهة التغرير بالصغار وتحصين الأسر والمجتمعات ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية بالتعاون مع الدول المحبة للسلام والمنظمات الدولية.
أيها الإخوة والأصدقاء الأعزاء:
إن القضاء على الإرهاب لا يكون بالمواجهة المباشرة فقط بل إن التنمية المستدامة هي جرعة التحصين الناجح بإذنه تعالى وهو ما تجسده رؤية المملكة العربية السعودية عشرين ثلاثين في جوانبها المختلفة من الحرص على استثمار الشباب وتمكين المرأة وتنويع الاقتصاد وتطوير التعليم، وبدون شك فإن المملكة العربية السعودية تدعم وتشجع كل توجه لدى الدول الشقيقة والصديقة يهدف إلى تفعيل التنمية المستدامة في بلدانهم.
كما إننا نشدد على أن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلب عادل وضروري ويتطلب تضحياتٍ مشتركة وعزيمة صادقة من أجل صالح الجميع، كما أنه يتعين على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لحل الأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة سورية وسيادتها.
*رؤية المملكة 2030 شجاعة وطموحة للنهوض بالاقتصاد والتنمية
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:
إن آمال شعوبنا وطموحاتهم كبيرة ومسؤولياتنا لتحقيق هذه الطموحات جسيمة، لكن همتكم وحرصكم واهتمامكم سيجعلنا نواجه هذه المهام بعزم وحزم ونحن عازمون -بإذن الله- على التمسك بالتنمية كهدفٍ استراتيجي لمواجهة التطرف والإرهاب وتوفير الحياة الرغيدة.
وفقنا الله جميعاً وسددنا بما فيه الخير لشعوبنا.
*قمة الرياض تؤسس لنهاية الإرهاب وبداية تحقيق السلام بالمنطقة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقب ذلك ألقى فخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كلمة أعرب في مستهلها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية الصديق على ما أحيط به من حفاوة استقبال وكرم ضيافة منذ لحظة وصوله، مبدياً تشرفه بزيارة المملكة.
وقال : أشكر الملك سلمان بن عبدالعزيز، على كلماته الرائعة ومملكته العظيمة - المملكة العريبة السعودية - لاستضافتهم قمة اليوم وأنني أتشرف بهم في هذا البلد المضياف الرائع الذي طالما سمعت عن روعته وعن روعة مواطنيه، ولكن الكلمات لن تفيكم حقكم، ولن تفي حق هذا البلد الرائع العظيم، والضيافة التي لا مثيل لها التي شهدناها منذ لحظة وصولنا .
الملك عبدالله الثاني: لن ننتصر في معركتنا مع الإرهاب إن لم نفرق بكل وضوح بين الأصدقاء والأعداء
واستذكر فخامته، اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - والرئيس الأميركي روزفلت، ومنه انطلقت رحلة الشراكة التاريخية طويلة المدى بين البلدين، مبيناً أنه اليوم يبدأ فصل جديد في مسيرة هذه الشراكة بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين.
وقدم الرئيس ترمب، شكره لرؤساء الوفود الإٍسلامية المشاركين في القمة العربية الإسلامية الأميركية، وقال : اجتماعنا مبارك لشعوبكم ولشعبنا ، وأنني أقف أمامكم كممثل للشعب الأميركي، لانقل لكم رسالة صداقة، وأمل، وحب , ولهذا السبب اخترت أن تكون أول زيارة خارج بلادي إلى قلب العالم الإسلامي، إلى المملكة العربية السعودية راعيه الحرمين الشريفين وقبلة العالم الإٍسلامي .
وأضاف الرئيس الأمريكي قائلاً : في خطاب افتتاح السلطة مع الشعب الأميركي أكدت على الصداقات القديمة بين أميركا والدول الأخرى والشراكات الجديدة من أجل تحقيق السلام ، كما أنني وعدت أن أميركا لن تحاول أن تفرض طريقة حياة على الآخرين بل أن نمد أيدينا لروح التعاون والثقه، مؤكداً أن رؤية بلاده رؤية سلام وأمن ورخاء في هذه المنطقة وفي كل أنحاء العالم، وتهدف إلى تحالف الأمم والشعوب المشاركة بهدف التخلص من التطرف واستشراف المستقبل بما يتناسب مع هذا الاجتماع غير المسبوق .
ونوه فخامته بالروح الطيبة والتعاون الكبير الذي ساد اجتماعه مع خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -، وما شهدته الزيارة من توقيع اتفاقيات تاريخية مع المملكة لاستثمار حوالى 400 مليار دولار في أميركا وبما يحقق المئات من الوظائف والأعمال في أميركا والمملكة العربية السعودية.
السيسي: قمة الرياض تقطع الطريق على أوهام دعاة صراع الحضارات
وبين أن الاتفاق مع المملكة على مشتريات عسكرية بلغت قيمتها 110 مليارات دولار سوف يساعد القوات العسكرية السعودية للقيام بدور أكبر في الأمن وبالعمليات التي تتعلق بها، كما بدأت مناقشات مع الكثير من الدول المشاركة في القمة لتعزيز الشراكات وتشكيل شراكات جديدة من أجل تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بل واوسع من ذلك .
وقال الرئيس الأميركي : إننا اليوم نرسم التاريخ من جديد لافتتاح مركز عالمي جديد لمكافحة التطرف والإيدلوجية المتطرفة ، ومن هنا في هذا المكان بالذات في الجزء المركزي للعالم الإسلامي فإن هذا المركز العظيم الجديد سيكون إعلاناً بأن غالبية الدول الإسلامية لابد أن تتولى القيادة لمكافحة التطرف، معبراً عن امتنانه لخادم الحرمين الشريفين، على ما أبداه - رعاه الله - من عزيمة قوية وقيادة رائعة .
وتابع فخامته يقول : أميركا ذات سيادة وأولويتنا الأولى هي دائماً السلامة وأمن شعبنا .. نقدم الشراكة التي تقوم على مصالح وقيم مشتركة ففي هذه القمة مصالح كثيرة، ولكن أهم من كل ذلك يجب أن نكون متوحدين في السعي نحو تحقيق هدف واحد يتعدى ويتجاوز كل الاعتبارات الأخرى ألا وهو هدف إلحاق الهزيمة بالتطرف والإرهاب بكل أنواعه.
الشيخ الصباح: نتطلع أن تكون القمة مدخلا لمعالجة هموم المنطقة ومشاكلها
وقال الرئيس ترمب: هذه القمة هي بداية نهاية أولئك الذي يمارسون التطرف والإرهاب، وبداية السلام في الشرق الأوسط وفي العالم»، مؤكداً أن ذلك لن يتحقق إلا بهدم الإيدلوجية التي تدفع الإرهاب .
وأضاف فخامته أنه لم ينجُ من عنف الإرهاب إلا القليل من الدول، مشيراً إلى أن الحصيلة الأكبر لضحايا الإرهاب هم من الأبرياء من الدول العربية المسلمة ودول الشرق الأوسط، وأن التقديرات تقول إن أكثر من 90% من ضحايا الإرهاب هم مسلمون.
وشدد على ضرورة القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعة، منوهاً بما تزخر به المنطقة من ثروات وجمال طبيعي وثقافة حيوية، مؤكداً أهمية أن تتخذ دول المنطقة موقفاً حازماً لمستقبل أفضل.
وأكد الرئيس الأميركي في معرض كلمته، أن الإرهابيين لا دين لهم ، وأن الحرب ضدهم ليست ضد أديان أو حضارات، وإنما ضد مجرمين متوحشين يسعون للقضاء على الحياة البشرية، هذه المعركة بين الخير والشر، مشدداً على ضرورة التكاتف بين الدول للقضاء على الإرهاب.
وقال فخامته : الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بمواجهة التهديدات المتغيرة، من خلال إعداد استراتيجية تعتمد على الخبرة والتقدير الجيد، فهناك واقعية ذات مبادئ نعتمدها مبنية على المصالح المشتركة, وأصدقاؤنا لن يشككوا بدعمنا لهم .. وأعداؤنا لن يشكوا أبداً بعزيمتنا وحزمنا .. شراكتنا ستحقق الأمن عن طريق الاستقرار وليس عن طريق الاحتلالات والأعمال المتطرفة، سنحقق نتائج حقيقية ليس عن طريق الإيدلوجيات، سوف نسير على طريق دروس العبر والتجربة وليس بالتفكير الجامد وإننا سنفعل في كل مكان إصلاحات تدريجية وليس تدخلات مفاجئة، علينا أن نسعى إلى العمل الجيد وليس بالمثالية وأن نحول جميع من يشارك أفكارنا نجعلهم حولنا .
ويدودو: اتحاد المسلمين الطريق للنجاح في مكافحة الإرهاب
ومضى فخامته يقول : أميركا تسعى نحو السلام وليس الحرب .. الدول المسلمة يجب أن تأخذ وتتحمل العبء إذا ما الحقنا الهزيمة بالإرهاب ونتخلص من إيدلوجيته في العالم، فإن المهمة الأولى هي منع وصول جهود الشر إلى أراضينا .. وكل الدول عليها واجب أن تضمن أن الإرهابيين لن يجدوا ملاذاً لهم على أراضيهم، وأن الكثير منكم قاموا بمساهمات كبيرة في الأمن الإقليمي، الطيارون الأردنيون يقومون بعمل رائع في سورية والعراق، والسعودية في التحالف الإقليمي .. يقومون بأعمال قوية ضد نشطاء الحوثيين في اليمن الجيش اللبناني في إطار تنظيم داعش الذي يحاول أن يتسلل إلى داخل أراضيهم .. الإماراتيون وقواتهم يدعمون حلفاءنا في أفغانستان .. وفي الموصل القوات الأميركية تدعم الأكراد والسنة والشيعة يقاتلون سوية من أجل وطنهم .. قطر هي مركز القيادة الوسطى الأميركية هي مهمة جداً وشريك استراتيجي مهم جداً .
وتابع الرئيس ترمب يقول : إن شراكتنا الطويلة مع الكويت والبحرين تستمر في تعزيز الأمن في المنطقة .. وأن الجنود الأفغان الشجعان يقومون بتضحيات كبيرة في مواجهة طالبان .. وغيرهم في الدفاع عن بلادهم .. وكما نحن نمنع المنظمات الإرهابية من السيطرة على الأرضي وعلى السكان .. علينا أن نحرمهم من مصادر التمويل يجب أن نقطع عنهم القنوات المالية التي تسمح لتنظيم داعش أن تبيع النفط وتساعد الإرهابيين في تهريب المساعدات لهم .
وقال فخامته : إنني فخور بأن أعلن أن الأمم الممثلة هنا ستوقع على اتفاق يجفف المنابع المالية للإرهاب .. وسيكون هناك مركز عالمي لمكافحة التطرف تترأسه الولايات المتحدة الأميركية وسيكون بشكل مشترك وستنضم إليه دول مجلس التعاون الخليجي، مثمناً لدول المجلس الحيلولة دون جعل بلدانهم مصادر للتمويل ولوضع اسم حزب الله على قائمة الإرهاب ..وأضاف «المملكة العربية السعودية انضمت إلينا في هذا الأسبوع في اعلان عقوبات ضد بعض كبار قادة حزب الله، لكن مازال هناك الكثير من العمل الذي ينتظر إنجازه وايضاً في التصدي للتطرف والإرهاب الذي يمثله تنظيم داعش والذي يجب أن نضع حداً لكونهم مصدر إلهام للقتل».
وثمن فخامة الرئيس ترمب إطلاق المملكة العربية السعودية رؤية المملكة 2030 ، واصفاً الرؤية بالشجاعة والطموحة للنهوض بالاقتصاد والتنمية .
ونوه بما تقوم به الإمارات من أجل كسب العقول والقلوب بإطلاق مركز لمحاربة انتشار الكراهية على الإنترنت، وكذلك البحرين التي عملت على منع الراديكالية، محيياً الأردن وتركيا ولبنان لعملهم على استضافة اللاجئين .
وقال فخامته: العديد من العلماء الإسلاميين طرحوا فكرة حماية المساواة ودورها في تقوية المجتمعات الإسلامية والعربية، فلقرون كثيرة كان قد سكن في الشرق الاوسط المسلمون والمسيحيون واليهود، ويعيشون مع بعضهم البعض جنبا إلى جنب، وعلينا أن نمارس الاحترام والتسامح مع بعضنا البعض.
وتطرق فخامته إلى قيامه بزيارة القدس وبيت لحم ثم بعد ذلك الفاتيكان، والالتقاء بالرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكداً أهمية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
وعد فخامة الرئيس ترمب إيران النظام المسؤول عن الكثير من الزعزعة في المنطقة، وقال: إيران تمول الأسلحة وتدرب الإرهابيين والمليشيات والمجموعات المتطرفة الأخرى وتنشر الدمار والفوضى في المنطقة, مشيراً إلى أن إيران ولعقود أججت الصراع الطائفي والإرهاب، ورأينا الجرائم التي وقعت في سورية بدعم من إيران .
وقال : الولايات المتحدة اتخذت إجراءً حازما للرد على استخدام الأسلحة البيولوجية الممنوعة من قبل نظام الأسد، فاطلقنا 59 صاروخا للقاعدة الجوية التي صدر منها الهجوم الأول فالدول المسؤولة يجب أن تعمل من أجل إنهاء الأزمة الإنسانية في سورية والقضاء على «داعش» وإعادة الاستقرار إلى المنطقة .
وأضاف أن الضحايا الذين عانوا في إيران هم الشعب الإيراني، فإيران لديها تاريخ ثري وثقافة ثرية ولكن الشعب الإيراني واجهوا اليأس والمعاناة بسبب فعل نظامهم المتهور للإرهاب.
وأعرب فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ختام كلمته عن الشكر للملك سلمان بن عبدالعزيز على هذه القمة التاريخية.
ثم ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية كلمة توجه فيها بالشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى المملكة العربية السعودية على استضافة هذه القمة وكرم الضيافة, كما ثمن حرص الرئيس فخامة الرئيس ترمب على التواصل مع الدول الإسلامية في بداية جولته الخارجية الأولى، كرئيس للولايات المتحدة.
وقال جلالته : نلتقي اليوم لنطور رداً فاعلاً على التهديدات الخطيرة التي تواجه عالمنا، ومن شأن المواقف والأفعال التي نتبناها اليوم أن تحدد مستقبلنا في قادم الأيام، مؤكدا أهمية العمل بشكل تشاركي لمواجهة الإرهاب والتطرف عبر عدد من المحاور ومنها النهج الشمولي باعتباره الطريق الوحيد لمواجهة الوجوه المتعددة والمعقدة لهذا الخطر من أفكاره الظلامية إلى تهديده للازدهار والأمن، والثقة المتبادلة والقوة مطلوبتان لتحقيق النجاح، فليس بالإمكان الانتصار في هذه المعركة إن لم نفرق، وبكل وضوح، بين الأصدقاء والأعداء، فعلينا أن نعرف من هو الصديق ومن هو العدو.
وأضاف : إن المجموعات الإرهابية توظف هوية دينية زائفة بهدف تضليل واستقطاب مجتمعاتنا وشعوبنا , وإن العصابات الإرهابية لا تمثل مجموعة تتواجد على هامش الإسلام، بل هي خارجة تماماً عنه , والتعصب والجهل يعززان العصابات الإرهابية، ومن المهم أن نساعد الجميع في كل مكان على فهم هذه الحقيقة.
وأكد جلالته أن التحدي الرئيسي الثاني البالغ الأهمية يتمثل في الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستند إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وهذا سيضمن نهاية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسيحقق السلام للجميع: الإسرائيليون، والعرب، والمسلمون , ولا يوجد ظلم ولّد حالة من الغبن والإحباط أكثر من غياب الدولة الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية في المنطقة، وهو ما أدى إلى امتداد التطرف وعدم الاستقرار ليس في منطقتنا فحسب، بل أيضاً إلى العالم الإسلامي , وللمجتمع الدولي مصلحة مباشرة في تحقيق سلام عادل، وقد قدم العالم العربي والإسلامي كامل الدعم لإنجاح المفاوضات , شاكرا الرئيس ترمب لإصراره على العمل من أجل الوصول إلى حل لهذا الصراع المتفاقم.
وتابع جلالة ملك الأردن يقول : حماية القدس يجب أن تكون أولوية، فالمدينة المقدسة ركيزة أساسية في العلاقات بين أتباع الديانات السماوية الثلاثة , وإن أي محاولات لفرض واقع تفاوضي جديد على الأرض في القدس ستؤدي إلى عواقب كارثية.
وأشار جلالته إلى أهمية تعزيز وعي الشعوب بأهمية القيم التي ستحمي وتثري مستقبل الإنسانية، وهي الاحترام المتبادل، والتعاطف، وقبول الآخر , ولقد بات صوت الإسلام السمح هو الأقوى في العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة، وعلينا أن نستمر في البناء على ذلك.
وقال ملك الأردن : يثري نحو مليارين من المسلمين والمسلمات عالمنا بطيبتهم، وكرمهم، وإيمانهم بالعدالة، والتزامهم بواجباتهم المدنية والعائلية ومبادئ الدين الحنيف، فهم يمارسون في حياتهم تعاليم الإسلام التي تدعو إلى قبول الآخر، والتواضع أمام الله تعالى، والتعاطف، والتعايش السلمي.
بعد ذلك ألقى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر كلمة أكد فيها أن خطر الإرهاب يمثل تهديدا جسيما لشعوب العالم أجمع وأن استئصاله من جذوره يتطلب، بجانب الإجراءات الأمنية والعسكرية، مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية.
وقال فخامته : « إن اجتماعنا اليوم.. فضلاً عن أهميته السياسية.. يحمل قيمة رمزية غير خافية على أحد.. إذ يعكس عزمنا الأكيد.. على تجديد الشراكة بين الدول العربية والإسلامية.. والولايات المتحدة الأميركية.. قاطعاً بذلك الطريق على أوهام دعاة صراع الحضارات.. الذين لا يتصورون العلاقة بين الشعوب إلا كصراع يقضى فيه طرفٌ على الآخر.. ويعجزون عن إدراك المغزى الحقيقي لتنوع الحضارات والثقافات.. وما يتيحه ذلك من إثراءٍ للحياة وللتجربة الإنسانية.. من خلال إعلاء قيم التعاون.. والتسامح.. وقبول الآخر واحترام حقه في الاختلاف , ولعلكم تتفقون معي في وجود مصلحة أكيدة لنا جميعاً في ترسيخ هذه القيم الإنسانية.. كما أن لنا أيضاً دوراً أساسياً في التصدي لمسببات الشقاق والصراع والتطرف.. وأقصد تحديداً خطر الإرهاب الذي بات يمثل تهديداً جسيماً لشعوب العالم أجمع.
وأضاف : إن مواجهة خطر الإرهاب واستئصاله من جذوره.. تتطلب إلى جانب الإجراءات الأمنية والعسكرية.. مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية , وإن الحديث عن التصدي للإرهاب على نحو شامل.. يعني مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز.. فلا مجال لاختزال المواجهة في تنظيم أو اثنين.. فالتنظيمات الإرهابية تنشط عبر شبكة سرطانية.. تجمعها روابط متعددة في معظم أنحاء العالم.. تشمل الأيديولوجية.. والتمويل.. والتنسيق العسكري والمعلوماتي والأمني... ومن هنا.. فلا مجال لاختصار المواجهة في مسرح عمليات واحد دون آخر.. وإنما يقتضي النجاح في استئصال خطر الإرهاب أن نواجه جميع التنظيمات الإرهابية بشكل شامل ومتزامن على جميع الجبهات.
وأردف فخامته قائلا : تعلمون جميعا أن مصر تخوض يومياً حرباً ضروساً ضد التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء.. نحقق فيها انتصارات مستمرة وتقدماً مطرداً.. نحرص على ضبط وتيرته ونطاقه بحيث يتم استئصال الإرهاب بأقل خسائر ممكنة.. مع الحفاظ على أرواح المدنيين من أبناء شعبنا العظيم , إن معركتنا هي جزءٌ من الحرب العالمية ضد الإرهاب.. ونحن ملتزمون بهزيمة التنظيمات الإرهابية وحريصون على مد يد العون والشراكة لكل حلفائنا في المعركة ضد تلك التنظيمات في كل مكان.
وأكد الرئيس المصري أن المواجهة الشاملة مع الإرهاب تعني بالضرورة.. مواجهة كافة أبعاد ظاهرة الإرهاب فيما يتصل بالتمويل.. والتسليح.. والدعم السياسي والأيديولوجي.. فالإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح.. وإنما أيضا من يدربه.. ويموله.. ويسلحه.. ويوفر له الغطاء السياسي والأيديولوجي.
وأشار إلى أهمية القضاء على قدرة تنظيمات الإرهاب من تجنيد مقاتلين جدد.. من خلال مواجهته بشكل شامل على المستويين الأيديولوجي والفكري.. فالمعركة ضد الإرهاب هي معركة فكرية بامتياز.. والمواجهة الناجحة للتنظيمات الإرهابية يجب أن تتضمن شل قدرتها على التجنيد واجتذاب المتعاطفين بتفسيراتٍ مشوهة لتعاليم الأديان.. تُخرجُها عن مقاصدها السمحة.. وتنحرف بها لتحقيق أغراض سياسية.
وقال فخامته : لا مفر من الاعتراف بأن الشرط الضروري الذي يوفر البيئة الحاضنة للتنظيمات الإرهابية.. هو تفكك وزعزعة استقرار مؤسسات الدولة الوطنية في منطقتنا العربية , وليس بخافٍ عليكم.. أننا واجهنا في الأعوام الأخيرة محاولات ممنهجة.. وممولة تمويلاً واسعاً.. لتفكيك مؤسسات دولنا.. وإغراق المنطقة في فراغٍ مدمر وفر البيئة المثالية لظهور التنظيمات الإرهابية واستنزاف شعوبنا في صراعات طائفية وعرقية.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن جهودنا في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه لا يمكن أن يكتب لها النجاح وتصبح واقعاً ملموساً.. إلا من خلال تسوية القضية الفلسطينية عن طريق حل عادل وشامل ونهائي.. على أساس مبدأ حل الدولتين ومرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة.. بما يوفر واقعاً جديداً لكافة شعوب المنطقة.. تنعم فيه بالازدهار والسلام والأمان.. فضلاً عن هدم أحد الأسانيد التي يعتمد عليها الإرهاب في تبرير جرائمه البشعة.
ثم ألقى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت كلمة عبر فيها عن بالغ سروره لعقد أول قمة إسلامية أميركية في المملكة العربية السعودية , منوها بحرص فخامة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على عقد هذه القمة وفي هذه الظروف الدقيقة لتعبر عن رسالة واضحة تؤكد أهمية التعاون الإسلامي الأميركي لمواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة والعالم وتعبر للعالم أجمع عن أهمية ودور الدول الإسلامية.
وقال سموه : إن هذه القمة تؤكد للعالم أن الدول الإسلامية حريصة على التعاون مع الدول الصديقة والحليفة لمواجهة ظاهرة الإرهاب المتنامية كما أنها تمثل ردا وتصديا للاتهامات التي تتعرض لها الدول الإسلامية بالادعاء برعايتها للإرهاب والتستر عليه لتعطي بذلك الصورة المشرفة للإسلام الرافض للتطرف والتشدد والداعي إلى التسامح مع كل الأديان.
وأضاف : إن هذه القمة وباعتبارها الأولى من نوعها فإننا نعتقد بأنها تمثل فرصة للدول الإسلامية للتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة لرسم خارطة طريق لمستقبل جهودها المشتركة في التصدي لظاهرة الإرهاب البغيضة وكل مظاهر العنف والتطرف لنحقق معا ما نتطلع إليه من نتائج إيجابية وبناءة على مستوى تحركنا المشترك لهزيمة الإرهاب والتصدي له الأمر الذي يدعو إلى التفكير ورعاية نهجنا الجديد لتكون هذه القمة آلية منتظمة بيننا نؤسس من خلالها عملا مشتركا بناء ومؤثرا في جهودنا لمواجهة التحديات.
واستطرد سمو أمير دولة الكويت قائلا : لقد قمنا في دول المجلس بإجراءات عديدة ومبادرات متعددة على المستوى الاقليمي والدولي للإسهام في الجهود الهادفة إلى نبذ التطرف وإشاعة روح التسامح في العالم ويأتي افتتاح المملكة العربية السعودية الشقيقة للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف ليمثّل تأكيدا وتجسيدا على التزامنا بهذا النهج المتسام ومما يدعو إلى الارتياح أن يتزامن ذلك الافتتاح مع انعقاد القمة الاسلامية الأميركية الأولى في الرياض لتوجه بذلك رسالة قاطعة إلى كل المشككين والمتطرفين في كل أنحاء العالم بأننا لن نتردد عن مواصلة مكافحة فكرهم المتطرف ونهجهم الشاذ.
وأعرب سموه عن تطلعه بأن نحقق من خلال هذه القمة مدخلاً لمعالجة هموم المنطقة ومشاكلها وفي مقدمتها مسيرة السلام في الشرق الأوسط والوضع في سورية والعراق وكذلك اليمن وليبيا لنتمكن من خلال تلك المعالجة من تحقيق الأمن والاستقرار الذي نتطلع إليه والذي يشكل أساسا لكل الجهود الهادفة إلى القضاء على الفكر المتطرف والعمل الإرهابي البغيض.
ثم ألقى فخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا كلمة أكد فيها أن هذا الاجتماع له معنى كبير في أن نرسل رسالة شراكة نابعة عن العالم الإسلامي نحو الولايات المتحدة الأميركية للقضاء على كل التصورات الخاطئة التي كانت لدى أميركا إزاء بعض الدول المسلمة , وهذه القمة عليها أن تعزز الشراكة لكي يتم القضاء على الإرهاب وتأسيس ثقافة السلام والتسامح حول العالم.
وقال : إن خطر التطرف والإرهاب ينتشر عبر العالم وإندونيسيا هي من بين البلدان التي مسّها أيضا الإرهاب , والمسلمون مع الأسف هم أوائل ضحايا التطرف وملايين من المسلمين اضطروا إلى النزوح عن مناطق عيشهم بسبب التطرف والإرهاب .
وشدد فخامة الرئيس الأندونيسي في ختام كلمته على أن اتحاد المسلمين هو الطريق للنجاح في مكافحة الإرهاب ، مؤكدا أن مكافحة التطرف والإرهاب يتضمن كذلك تبادل المعلومات وتعزيز التعاون الأمني بين الدول.
ثم ألقى دولة رئيس الوزراء الماليزي السيد محمد نجيب عبدالرزاق كلمة وجه فيها الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولحكومة المملكة على اتخاذ هذه المبادرة التاريخية لعقد هذه القمة , كما قدم شكره للرئيس الأميركي على مبادرته ببناء شراكة جديدة مع العالم الإسلامي لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب عبر العالم.
وأشار إلى أن ماليزيا حظيت بشرف استقبال خادم الحرمين الشريفين مؤخرا وتم فتح مجال جديد في الشراكة بين البلدين , لافتا إلى أن هذه القمة أتت في وقتها المناسب لأن العالم بالفعل يجب تذكيره بأن بلدان العالم الإسلامي جميعها تندد بالتطرف والإرهاب والعالم بأسره يجب أن يعرف بأننا كلنا نقف بجانب المجتمع الدولي في مكافحة التطرف والإرهاب .
وأكد دولته أن ماليزيا لم تؤلِ جهدا في مكافحة التطرف والإرهاب , ودعمت مبدأ الوسطية وهو مبدأ قرآني يحثنا على الوسطية , مبينا أنه تم عقد اتفاقيات بين المملكة وماليزيا ومنها الاتفاق بشأن إقامة مركز الملك سلمان لمكافحة التطرف الرقمي وهو مركز سيشرع في إشغاله في يونيو 2017م .
وقال : إيران ساهمت وتساهم في بث عدم الاستقرار في المنطقة, وبلدنا ماليزيا كان دائما تربطه علاقات صداقة مع بلدان المنطقة ونؤمن بأن ايران عليها أن تتخلى عن كل نشاط قد يدخل في باب التدخل للشؤون الداخلية لبلدان الجوار وهو ضروري للإبقاء على الاستقرار للمنطقة ولصالح الأمة ككل .
وأضاف دولته : مكافحة التطرف لا يجب أن تتم فقط على المستوى العسكري بل يجب أن تتم على مستوى الأفكار والعقليات ويجب أن نرسخ في أذهان شبابنا مبادئ التسامح والوسطية والإيمان المعتدل ويجب أن يكتمل أيضا بالانفتاح على العلم والتكنولوجيا, في ماليزيا وفي مناطق أخرى من العالم هذا هو الواقع الذي نعيشه علينا أن نؤكد مرة أخرى أن مبادئ التسامح يجب أن ننشرها على نطاق واسع وأن ننشرها بالممارسة حتى نقضي على المتطرفين مثل داعش وباقي التنظيمات الإرهابية الأخرى.
وفي ختام كلمته قدم دولة رئيس وزراء ماليزيا شكره لخادم الحرمين الشريفين على هذه المبادرة التي تعطي إشارة للمجتمع الدولي بأن أمم العالم الإسلامي متحدة في رغبتها في اجتثاث التطرف والإرهاب .
وضم الوفد الرسمي للمملكة ، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ومعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ومعالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير.
حضر أعمال القمة صاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد، و صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الأمير متعب بن ثنيان بن محمد، وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وصاحب السمو الأمير تركي بن فهد بن جلوي، وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وصاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد، وصاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وصاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد المستشار بالديوان الملكي، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير محمد بن سعود بن خالد، وصاحب السمو الأمير عبدالرحمن بن عياف بن محمد الأمين العام لمجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية، وصاحب السمو الأمير خالد بن فيصل بن تركي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن، وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله المستشار بوزارة الخارجية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز مستشار سمو وزير الداخلية، وصاحب السمو الأمير بدر بن فرحان، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، وأصحاب المعالي الوزراء .
خادم الحرمين يؤكد تضافر الجهود لمكافحة الإرهاب
الرئيس الأميركي حمل رسالة سلام للعالم الإسلامي
قمة الرياض التاريخية تؤسس لشراكة أميركية إسلامية لمواجهة الإرهاب
القادة المشاركون في قمة الرياض في صورة تذكارية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.