هناك أشخاص يستمرئون الحمق، لإعادة عجلة الزمن إلى الوراء. وحين يعسر عليهم ذلك، وعلى رغم إدراكهم أنه ضرب من المحال، ومغالطة الحقائق، يتحولون إلى ألسنة بذيئة لا تتوقف عن الشتم، وتتبدى مواهب الشر لديهم في هندسة حملات التشويه والفبركة وتسويق الأكاذيب، التي هي في حقيقتها ابتزاز لئيم. تلك هي مشكلة شخوص يمكن وصفهم ب«مرتزقة أوباش»، وبكل أسف بينهم إعلاميون، يفترض بهم أن يحرصوا على الحقيقة أكثر من غيرهم، لكن الحقيقة بعيدة عن مستنقعاتهم وإفلاسهم الفكري والمهني. ومن هؤلاء صحفيون عرب يقيمون في لندن، من بينهم أسماء باتت مشهورة ب«الجمبازية والارتزاق» حسب الموجات والشيكات، ظناً منهم أن بإمكانهم إعادة عقارب ساعة التاريخ للوراء، حين كانت مرحلة الاستجابة لابتزاز أصحاب الصحف الصفراء، وبعضهم كان يستخدم لندن مقراً لممارسة حملاتهم التشويهية الظالمة ضد السعودية ودُول الخليج. وبكل أسف كانت الدول الخليجية آنذاك حتى الثمانينات تسكت تلك الأقلام المقيتة، والألسن الشاتمة بحفنة من الدولارات والجنيهات الإسترلينية، وبعد أن أغلق الصنبور الخليجي، لم يجدوا إلا التسلل إلى حاكم قطر السابق «المنقلب» على والده حمد بن خليفة ملاذاً لدعم شتائمهم وملء جيوبهم الفارغة. قررت السعودية قطع دابر تلك الفئات المرتزقة بتأسيس إعلامها الرصين في لندن، ومارست دور التجاهل والتجهيل لهؤلاء الحمقى، وجعلهم السفير الأديب الراحل غازي القصيبي يموتون قهراً، ورد بجملة واحدة «لن نقبل بالابتزاز.. فلن يضرنا ما ينشرون لأنهم يعرفون أنهم يكذبون». فقد كنت شاهداً على اضمحلال تلك المنشورات الصفراء، والموت البطيء لحملة تلك الأقلام المسمومة. وقد تواروا حتى لم يعد يذكرهم أحد، حتى مقاهي «ادجوار رود» اللندنية، ولا أعرف إن كان بعضهم على قيد الحياة، أم باغتهم الموت، وهم يسعون للابتزاز والارتزاق. ولم يعد يذكر أحد الأكاذيب السخيفة، بل السفيهة، التي كانوا ينسجونها لتشويه المملكة، وقياداتها، ومواطنيها. الآن، بعدما قوي عود الإعلام السعودي في الخارج والداخل، انفضحت عقليات هؤلاء «المستصحفين»، الذين كان بعضهم يريد أن تكون السعودية ممولاً له ولمنشوراته وقنواته الصفراء المستغلة، في زمن لم تعد فيه المملكة بحاجة لوسائل ووسائط استغلالية لتكتب عنها، وتنقل وجهات نظرها للخارج والداخل. أصحاب الدكاكين المهترئة المتهالكة، كانوا يطمعون في أن تكون السعودية صنبورهم المالي، متناسين أن الرياض لم تعد تقبل بالحمقى، حتى أن أحدهم عندما وجد منها إعراضاً وتطنيشاً قرر أن يلجأ لحربائيته المفضوحة، ويكتسب لوناً جديداً من الابتذال، بسب السعودية وأهلها ووسائلها الإعلامية، والغمز علانية ضدها، وهاهو يموت قهراً جراء تجاهله التام! من أهداف هؤلاء الحمقى الحصول على ما يسميه أمثالهم من إعلاميي الابتزاز «البترودولار» السعودي، في مقابل «البيع» على السعودية، متناسين أن تلك الشعارات والحيل مضى عليها الزمن، وتجاوزتها السعودية، فاليوم لا ينقصها الإعلام، وهي تملك أكبر إمبراطورية إعلامية عربية. ربما لا يعرف هؤلاء الحمقى أن السعودية قررت أن كل ريال تنفقه في الداخل والخارج بحسب رؤية المملكة 2030، سيكون لمصلحة مواطنيها، وتنمية بلادها، وما يخدم علاقاتها ومصالحها الوطنية العليا أولاً. هل كان هؤلاء الحمقى يستحقون أن أكتب عنهم أو أن أناقش أفكارهم وهشاشة حملاتهم وتناقض أقوالهم.. ربما لا! لكن فعلت لأن بعضهم حوّل «حساباته» ساحة ل«الردح»، فهو لن يوقف القافلة السعودية الواثقة، بل ستمضي وسيظل يهرف هؤلاء الحمقى ومن على شاكلتهم من البلداء، ولن يعيدوا الزمن للوراء... لزمن الابتزاز.. لذلك لا عزاء لهم!