بالنسبة لي -على الأقل- كان غريبا أن تتجه حكومة قطر لتجارة التجزئة والبيع بالقطاعي، لتكون لها استثمارات في بريطانيا من هذا النوع، وسط فرح غامر من قبل النساء المهووسات بالسلع الكمالية الراقية، وذلك عندما اشترى جهاز قطر للاستثمار من رجل الأعمال الفلاني متجر هارودز الذي مهما علا قدره لا يعدو كونه دكانا لسلع راقية كان في بداياته محلا يبيع الشاي والجبنة في نايتس برج! اليوم بالنسبة لي- على الأقل- عرفت السبب الذي أبطل العجب، فموارد هذا الاستثمار الذي تم شراؤه بمليار ونصف المليار جنيه استرليني بوساطة حمد بن جاسم آل ثاني تعد محفظة متواضعة (نثريات) للصرف على الجماعات المتطرفة، والقنوات التلفزيونية المعارضة للدول الشقيقة، والمرتزقة على اختلاف جنسياتهم واختلاف أنواعهم من ذكر أو أنثى ممن جعلوا من أوروبا، لاسيما بريطانيا ملاذا لهم. دولة قطر ليست بحاجة إلى موارد هذا الاستثمار الذي يعد فائض الفائض. لذا هي تصرف منه ببذخ على كل ما يخدم أجندتها المتطرفة، أكثر من بذخ زبائن هارودز في مواسم الصيف، لذا ليس بمستغرب أبدا أن تصادف في صيف 2016 مظاهرات مكلفة ماديا للإخوان المسلمين في لندن تنديدا بفض اعتصام رابعة! ما تدره استثمارات جهاز قطر للاستثمار في بريطانيا والتي تقدر قيمتها بأكثر من 40 مليار جنيه استرليني، هي أموال لمحاربة الأشقاء والإرهاب والدمار الذي بدأ يتسلل إلى بريطانيا العظمى التي أغراها المال القطري.. فهذه الاستثمارات ليست كما هي في ظاهرها.. أموال من الرفاهية إلى الرفاه، بل كماليات تدر أموالا خٌصصت للقتل والدمار.. ومن باب أولى مقاطعة هذا الدكان الذي صار متجرا (هارودز)، ثم أصبح بقرة حلوبا تصب حليبها الأسود في ترعة الإرهابيين والمرتزقة.