ما إن أعلنت منظمة الأممالمتحدة في عام 2014، تخصيص يوم الحادي والعشرين من شهر يونيو كل عام ليكون يوما عالميا للاحتفال برياضة اليوغا، حتى تداعت كثير من الدول للاهتمام بهذه الرياضة، وعمدت إلى إقامة احتفالات رسمية بها في يومها العالمي وممارستها في الهواء الطلق في الميادين والحدائق العامة. في الحقيقة استوقفني ذلك الاهتمام باليوغا، ولفت نظري أن منظمة الأممالمتحدة خصت رياضة اليوغا بالاحتفال بها دون غيرها من الرياضات! لم حصلت اليوغا وحدها على هذا الاهتمام؟ إن كانت الغاية حث الناس على النشاط والحركة والتخلص من الخمول، الذي يعد من أبرز أسباب الإصابة بالسكر والجلطات والسرطان وغيرها من الأمراض المهددة للحياة، فإن هناك كثيرا من الرياضات البدنية الأخرى التي يمكن أن تقوم بهذا الدور، فلم خصت اليوغا وحدها بالاحتفال بها دون غيرها؟ يقول المشجعون لليوغا إنها رياضة تختلف عن غيرها، فهي لا تؤثر على صحة البدن وحده وإنما تشمل أيضا الصحة النفسية للإنسان، فهي تعمل على تهدئة النفس وتصفية الذهن والتخلص من القلق والتوتر وغيره من المتاعب النفسية التي تجلبها ضغوط الحياة، مما يجعلها عاملا إيجابيا في التخفيف من ظهور المشكلات بين الناس وإحلال السلام والأمن في العالم، ولذلك استحقت اليوغا أن تكون موضع اهتمام منظمة الأممالمتحدة وتخصيص يوم يكرس لها. اليوغا تعتمد على حركات بدنية صعبة، كاستقامة الظهر وطي الساقين في وضع معقد أو الوقوف على الرأس وغير ذلك من الحركات العسيرة، وهي رياضة شرقية، مارسها الهنود منذ قرون بعيدة، وإن ظلت محدودة إلى أن وصلت أوروبا واشتهرت في منفعتها في التخفيف من آلام المفاصل وزيادة المرونة في الحركة وعمل القلب، فرسخت قدمها في عالم الرياضة. ويقال إن كلمة يوغا جاءت في أصلها من اللغة السنسكريتية، وهي اللغة الهندية القديمة، وتعني الاتحاد، إشارة إلى أن اليوغا تعمل على اتحاد البدن والذهن في وحدة واحدة، فمن أبرز منافعها أنها تعمل على تحقيق التوازن بين البدن والعقل، فيظهر أثر ذلك على الإنسان في شعور بالراحة النفسية والهدوء والطمأنينة.