hnjrani@ تاريخ من التناقضات تحفل به قناة الجزيرة القطرية، إذ تعمل القناة بطريقة أقرب للانفصام، فهي تعد نفسها منبر الرأي والرأي الآخر، لكن في جهة أخرى تصنع الرأي الآخر بالطريقة التي تريدها، وتمنحه للأكثر دموية وإرهاباً، وجمعت الناقمين على العرب والمسلمين من مختلف المشارب والطوائف ممن تهمهم مصلحة تنفيذ ما تريده قطر في المقام الأول ولو على حساب بلدانهم وأخلاقهم. وشكلت القضية الأفغانية والحرب ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان أحد أهم صور التناقض لدى قناة الجزيرة، ففي الوقت الذي كانت قناة الجزيرة هي «المنبر الرئيسي» لزعيم تنظيم القاعدة (أسامة بن لادن) الذي ألقى من خلاله خطاباته ومرر فيه رسائله إلى أتباعه ومريديه التي لا تخلو من التهديد والوعيد لدول المنطقة ولدول العالم الإسلامي، نجد أن هذه القناة وفي الوقت نفسه تنتقل بسرعة لنقل خطاب المتحدث باسم القوات الأمريكية للرد على (بن لادن) أو للحديث عن سير العمليات في أفغانستان من قاعدة «السيلية» التي لا تبعد أكثر من 30 كيلومترا عن مقر القناة التي بثت تسجيلات «بن لادن» الحديثة. وبالنظر إلى خلفيات العاملين في القناة، فإن أحد أهم تناقضات هذه القناة هو أن الإسلامي والسلفي والإخواني يعملون جنباً إلى جنب مع اليساري والليبرالي واللاديني، كل واحد من هؤلاء يختلف عن الآخر، ولكنهم يتفقون في شيء واحد وهو النقمة على العالم العربي والإسلامي وعلى شعوبه وثقافته وأنظمته السياسية.