بدأت الجهات المختصة في المملكة بحجب الصحف القطرية وموقع قناة "الجزيرة"، ويشمل الحجب قائمة المواقع القطرية الإلكترونية: الجزيرة نت، والجزيرة الوثائقية، والإنجليزية، ووكالة الأنباء القطرية، وصحف: الوطن، والراية، والعرب، والشرق. ويأتي هذا الحجب بعد تصريحات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التي أطلقها عبر قناة الجزيرة بعد انتهاء قمم الرياض الخليجية والتي جاءت مخالفة لتوجهات الإجماع العربي والإسلامي والدولي الذي ظهر في القمم الأخيرة التي استضافتها الرياض قبل أيام وتضمن تصريح تميم أيضا الإشادة بإيران والدفاع عنها واعتبارها دولة إسلامية كبرى وأن معاداتها خطأ، كما تضمن مدى علاقة بلاده بأميركا وإسرائيل وحماس ووصفه ل"حزب الله" الإرهابي بأنه يمثل المقاومة والتي أثارت دهشة الجميع تجاه موقف قطر وما تمارسه في سياستها الداخلية والخارجية. وعرفت قناة الجزيرة بحرصها الدؤوب على إثارة الفتن والقلاقل منذ انطلاقتها وظهر ذلك واضحاً في قضايا متعددة أظهرت تناقضها في مرات وتحيزها للأعداء أحياناً أخرى حتى عادت خلال هذه الأيام بنشر التصريحات الغريبة لأمير قطر. وحول هذا أكد المحلل السياسي عبدالرحمن الطريري ل(الرياض) أنه منذ انطلاق قناة الجزيرة وهي تبحث عن الإثارة، سعياً لجذب المشاهد العربي المعتاد على التلفزيونات الرسمية، لكن كان هذا الطعم الذي يجلب الصيد فقط، فبعد أن انطلقت أصبحت منصة راعية للإرهاب. وقال: كلنا نذكر أنها كانت المحطة التي تعرض خطابات أسامة بن لادن، وهو أمر على المستوى السياسي استمر حتى الْيَوْمَ، حيث الحديث من عدة خبراء غربيين يؤكد دعم الدوحة لتنظيمات على الأرض السورية تتبع هذا الفكر، ولو غير الطرفين جلدهما وتغيرت بعض المسميات. وذكر الطريري بأن نشر أشرطة ابن لادن أسهم في تسويق فكر القاعدة، والأمر لم يتوقف عند ابن لادن، بل كان مذيع الجزيرة حينها يذهب للقاء قيادات من القاعدة في باكستان، ويسجل معهم حلقات لبرنامجه كما أورد ذلك في كتابه "في طريق الأذى"، وكان لافتاً أن القوات الأميركية نجحت في القبض على خالد شيخ محمد بعد الحوار. مشيراً إلى أن هذا يعزز نظرية التناقضات التي تعيش فيها الدوحة، فإعلامياً يبدو للمواطن العربي البسيط، أنها القناة التي تقف إلى جانب مظلومية غزة، وتصطف مع المقاومة اللبنانية لإسرائيل، عبر دعمها لفرع الحرس الثوري في لبنان "حزب الله"، لكن واقعياً لا تتطرق القناة للعلاقات القطرية الإسرائيلية، هذه العلاقات التي انطلقت رغم أن قطر ليست دولة مواجهة، ولا يوجد فائدة عربية أو إسلامية من ذلك، حتى للشعب الفلسطيني الذي تتاجر الجزيرة بقضيته صبح مساء. وأوضح الطريري بأنه خلال سنوات ما قبل الربيع العربي كانت الجزيرة خصماً لعدة دول عربية، كانت تمثل الاعتدال والعمق العربي وعلى رأسها مصر والمملكة، وبعد الربيع انقلبت حتى على أقرب الناس، حيث ساندت إعلامياً المشروع الإيراني في البحرين، وفِي الأيام القليلة الماضية عادت لسيرتها الأولى، وقامت بهجوم غير مبرر على البحرين، وأصبحت القناة أداة لشق الصف الخليجي والعربي، وقد كان هذا واضحاً عبر ساعات التغطية الطويلة للانتخابات الإيرانية عوضاً عن القمة الإسلامية الأميركية في الرياض. وختم: الجزيرة أريد لها أن تكون صوتاً أكبر من الحنجرة، كان لذلك صدى في سنوات الصراخ، لكن الْيَوْمَ أصبح وعي المتلقي أكبر، وإدراكه للأجندة التي تخدم تنظيم الإخوان المسلمين وإيران، فالشعارات جربناها مع حزب الله ومع بشار الأسد ومع الجزيرة، وعرفنا أن المقاومة التي يقصدون هي مقاومة الحق والسلام والعمل العربي المشترك.