بدأت اليوم الإثنين بالقاهرة أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة سفير الجزائر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير نذير العرباوي والذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس، ومشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، وذلك لبحث تطورات القضية الفلسطينية والتصدي للتغلغل الإسرائيلي المتنامي في القارة الأفريقية. وحذر سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير جمال الشوبكي، في كلمته أمام الاجتماع من التداعيات الخطيرة للتغلغل الاسرائيلي في أفريقيا وآثارها على قضايا المنطقة، مشددا على أن التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا يمس بالأمن القومي العربي. وقال الشوبكي إن نجاح هذا التغلغل غير المتجانس مع القارة الأفريقية، يأتي حتماً على حساب عدالة ومكانة القضية الفلسطينية في أفريقيا، مطالبا الدول العربية بالتحرك للدفاع عن أمنها القومي العربي والتصدي لما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي. ونبه الشوبكي في كلمته إلى وجود محاولات إسرائيلية محمومة للقفز على القيم العربية والروابط التاريخية، حيث تحاول إسرائيل تسويق نفسها كدولة طبيعية مقبولة في محيطها الجغرافي، دولة تقدم الحلول لمشاكل الجيران، بل تدّعي أنها المُنقذ والمُخلّص للدول في محيطها القريب والبعيد، وكأن إسرائيل تريد من العالم أن ينسى أنها تسببت بنكبة الشعب الفلسطيني، وأنها قوة احتلال عمره 50 عاماً ومازال مستمراً، وكأنها تريد من العالم أن يتعايش مع احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية، ويقبله. وأوضح أنه لطالما كان قادة الاحتلال الإسرائيلي ينظرون إلى قارة أفريقيا ككتلة فيها عدد كبير من الأصوات التي ظلوا يطمعون بالحصول عليها، ومع الأسف، فقد نجحت إسرائيل بتعديل نمط تصويت عدد من الدول الأفريقية، فتحول من (نعم) لصالح قرارات القضية الفلسطينية إلى امتناع عن التصويت، وبعض الأصوات الأفريقية تحولت إلى أصوات معارضة، كما هو الحال مع توغو التي صوتت ضد قرارات فلسطين الأخيرة في مجلس حقوق الإنسان واليونسكو ومنظمة الصحة العالمية. وشدد الشوبكي في كلمته، على أن إسرائيل التي كان يحاصرها الوطن العربي قبل سنوات، أصبحت هي التي تحاصرنا جميعاً الآن، وتتغلغل في محيط الأمن القومي العربي، مستغلة الأزمات والنزاعات وحالات الوهن والضعف التي يعاني منها عالمنا العربي. وطالب بمزيد من التعاون والتواصل العربي الأفريقي، سواءً على المستوى الثنائي، أو على مستوى متعدد الأطراف، استكمالاً للقمم العربية الأفريقية التي انعقد آخرها، القمة الرابعة، في جمهورية غينيا الاستوائية، نوفمبر الماضي، بعد قمة ناجحة ومؤثرة جداً رأستها دولة الكويت الشقيقة عام 2013، ومن المنتظر أن تعقد القمة الخامسة القادمة في المملكة العربية السعودية عام 2019. ودعا الشوبكي، للاستمرار في دعم القضية الفلسطينية والتصدي للمحاولات الإسرائيلية للالتفاف عليها، ضمن أجندة أي تعاون أو حوار سياسي ثنائي بين الدول العربية والدول الأفريقية، وضمن خطط وبرامج أي تعاون سياسي اقتصادي وتنموي وثقافي عربي أفريقي، بما يشمل القطاعات الحكومية المختلفة، والوكالات العربية للتعاون الدولي، والصناديق والمؤسسات المالية العربية التي تعمل في مجال التعاون العربي الأفريقي.