لم يحالف «النقل الخارجي» أكثر من 89 حالة من معلمي ومعلمات التربية الخاصة، رغم أن بقاءهم في مناطقهم التي عملوا بها تراوح بين ثلاثة إلى خمسة أعوام. وعلى صيغة «لم يسمعنا أحد»، أطلق عدد منهم عبر «عكاظ» صيحة استغاثة، أكدوا خلالها أن العجز قائم في مدارس المناطق، ومع ذلك لم يتم الالتفات لنقلهم، ليبقى الحل في نظر المدارس سد العجز بالتخصصات الأخرى وهو أمر مخالف، لأن التربية الخاصة تحتاج إلى متخصصين يعرفون كيفية التعامل مع أطفال التوحد، ما يكتب لهم الاستمرار في المعاناة والبقاء في مصير مجهول. وانتظرت المعلمة «د.أ» من محافظة الطائف ثلاثة أعوام لعله يحالفها النقل هذا العام من مقر عملها في محافظة تابعة للمدينة المنورة، لكنها صدمت وهي ترى اسمها بعيدا عن قوائم المنقولات، لتجد نفسها رهينة لشبح الطرق السريعة حتى إشعار لا يعرف آخره. وكذا الحال تراه المعلمة «ش.ق» التي يعيش والداها في الطائف وتعمل في محافظة تابعة لمنطقة عسير، وقالت: «والداي مسنان ويعانيان من عدم نقلي الذي دخل عامه الرابع، وتسوء حالتهما يوما بعد يوم، لكن الوزارة تصر على بقائنا بعيدا». وظلت معلمة أخرى تعمل في محافظة محايل بمفردها بعيدة عن أسرتها في المنطقة الغربية، وقالت: «طيلة ثلاثة أعوام كنت أترقب وزميلاتي النقل على أمل أن يلتئم شملنا بأسرنا، لكن الحركة تصر على إبعادنا».