أكد مسؤولون أمريكيون أن خالد شيخ محمد العقل المدبر لأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، التي نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي بقيادة أسامة بن لادن، كان يخضع لحماية عبدالله بن خالد آل ثاني، أحد أفراد العائلة المالكة في قطر، ويتلقى دعما خاصا منه، ما فوت على مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية فرصة القبض عليه في حينه، وفقا لتقرير أعدته شبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية في شهر فبراير الماضي. وقال جاك كلونان، الذي كان يعمل محققاً في جرائم الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي «في عام 1996، تعقب مكتب التحقيقات الفيدرالي محمد في العاصمة القطريةالدوحة في ظل اتهامه بالضلوع في جرائم إرهابية، وكان على بُعد ساعات من القبض عليه، لكن طائرة تنفيذية حكومية مجهزة على نحو خاص ونوافذها معتمة، كانت تقف استعداداً لنقل محمد». وزاد: «لقد حددنا موقع خالد شيخ وكنا مستعدين للدخول للطائرة والقضاء عليه، إلا أنه تم تحذير محمد بعد إخبار المسؤولين القطريين بالخطة بفترة وجيزة وتوجه إلى المطار، لقد قام شخص ما بتسريب المعلومات إلى خالد شيخ وتمكن من المغادرة». وبحسب ما أكده مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية، فقد تلقى محمد إشارات تواصل ودعم من قِبل عبدالله بن خالد آل ثاني، أحد أفراد العائلة المالكة في قطر، وكان حينها يشغل منصب وزير الداخلية في قطر، ومعروف عنه أنه يحمل أفكاراً أصولية إسلامية راديكالية وعلى صلة بتنظيم القاعدة. وقال مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية -فضل عدم الإفصاح عن هويته- إن العلاقة مع القاعدة تجاوزت عبدالله بن خالد آل ثاني، وإن هناك أفرادا آخرين من العائلة المالكة تعاطفوا مع التنظيم ووفروا ملاذاً آمناً لعناصره«. فيما قال روهان جوناراتنا، مؤلف كتاب (Inside Al Qaeda) «القاعدة من الداخل» وهو أستاذ في جامعة سانت أندروز بأسكتلندا:»من المؤكد والموثق أن أحد أفراد العائلة المالكة في قطر يدعم القاعدة". ويُعتقد أن الإرهابي خالد شيخ محمد فرَّ من قطر بجواز سفر منحته إياه الحكومة القطرية، ويُعتقد أيضاً أنه حصل على منزل في قطر بالإضافة إلى وظيفة في إدارة الإنشاءات المائية الحكومية، قبل إلقاء القبض عليه في الأول من مارس عام 2003 على يد فريق مشترك من أجهزة الأمن الباكستانية والأمريكية في مدينة راولبندي بالقرب من العاصمة الباكستانية وبدئ مباشرة باستجوابه.