تعمدت إرجاء الحديث عن ما افتعلته الدوحة من شق الصف الإسلامي والعربي والخليجي، على أمل أن تختار قيادة الدوحة حلا آخر غير «كذبة» الاختراق، وأن تلجأ للاعتراف بغلطات المراهقة السياسية وتقدم تنازلات تبدأ بتغيير سياسة منبر الفتنة «الجزيرة»، وسواها من المنابر الإعلامية التي تدعمها الدوحة في عواصم العالم الخارجي، بقيادة مستشار أمير البلاد وعضو الكنيست الإسرائيلي «عزمي بشارة»، ومفتيها الإخواني «يوسف القرضاوي» المعروف بفتوى الناتو الشهيرة، و«عبدالباري عطوان»، وسواهم من المتردية والنطيحة الذين يقودون الشقيقة الخليجية قطر لشق الصف العربي والخليجي، وتتلحف بملالي طهران الصفوية. اليوم، وبعد أن قشعت الدوحة كذبة الاختراق، واعترفت فعلا بعلاقة قطر بملالي إيران بثاني مكالمة تجمع حاكم قطر «تميم» بحاكم طهران «روحاني»، خلال أسبوع واحد، ليبصم الحاكم الظاهر علنا ل«الدوحة» على صحة التصريحات التي اتهم بها زورا ما يسمى ب«الاختراق». تحملت قيادات وشعوب «الرياض»و«أبوظبي»و«المنامة» وأيضا «القاهرة»، منذ 1996م، ما يتجاوز المعقول من مراهقة وصبيانية شقيقتهم الصغرى «الدوحة»، احتراما وتقديرا لشعب «قطر»، فهم أشقاؤنا وإخواننا، ولا يمكن أن نحملهم وزر قيادة تعاني من مراهقة سياسية، منذ عصر الشيخ الأب، الذي لا يمكن أن ننسى كيف تجاوزت أفعاله حدود العقل، ولا أدل من المكالمة الشهيرة التي تسربت بين «حمد» و«القذافي»، وما فيها من شتم لقيادات الأمة في المملكة العربية السعودية، ومحاولات لتقسيم وخرق الاستقرار الذي تعيشه المملكة. كنا ننتظر من الشيخ تميم أن يبدو أكثر نضجا من والده، ولكن لم يستطع إلا أن يكون نسخة مكررة، ويتلقى تعليماته من ذات من ألقوا بوالده إلى جادة الضلال، ولعلي هنا أستذكر قصيدة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل «احذر عدوك». ما زلنا في الوطن العربي نتمنى أن تعود القيادة في قطر إلى رشدها، وأن تستوعب أن حجم «قطر» يكبر كلما كانت أقرب للخليج والعرب، وتعزل نفسها سياسيا كلما اقتربت من ملالي الإرهاب، وتعود صغيرة، بل أصغر حتى من جزيرة «بيشوب روك» -الجزيرة الأصغر جغرافيا على مستوى العالم. * محلل سياسي