من غير اللائق أن يصف الإعلام القطري إعلاميي الخليج بالمرتزقة، شيء كبير بعد أن تناولت صحيفة الراية أسماء وصورا لأبرز الإعلاميين الخليجيين ووصفتهم بالمرتزقة، لماذا؟ هل كشف الحقائق أمام الرأي العام مؤامرة وجريمة؟ الإعلام السعودي والخليجي هو الإعلام الحقيقي الخالي من كل المؤامرات والتبعات، فكيف تشهر برؤساء تحرير وإعلاميين ومحللين وتنعتهم بالمرتزقة، كان من الأجدر الاعتراف بالواقعة وأنها صدرت، والاعتذار لمن أساءت السياسة القطرية لهم من الجيران والاعتراف بالحق فضيلة قبل أن تتهمهم بأن لهم أطماعا في قطر وأن القاعدة الأمريكية هي التي تحميها. من هم الذين لهم أطماع في قطر؟ هل المملكة مثلا لها أطماع في قطر؟ ما يربط قطر بجيرانها أكبر مما تتوقع الحكومة القطرية، فبيننا وبينهم صلة الجوار والرحم والنسب، فكم من قطريين متزوجين من سعوديات وكم من سعوديين متزوجين قطريات والأبناء أعمامهم سعوديون وأخوالهم قطريون والعكس صحيح، إذن لماذا التشويه والنعت ونحن ضمن منظومة خليجية واحدة ألا وهي (مجلس التعاون الخليجي) الذي طالما تماسكنا واتحدنا من خلاله في وجه الأعداء، تأتي اليوم السياسة القطرية وتجعل الأشقاء أعداء وتعلن بأن إيران الراعية الأولى للإرهاب دولة صديقة وتتمسك بالمنظمات الإرهابية وتؤوي جماعة الإخوان وهي مصنفة جماعة إرهابية، لماذا تشق الصف الخليجي ونحن على وفاق وقد حققنا أكبر نجاح في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية، هل نجاح القمم الثلاث بحضور رئيس أقوى دولة في العالم قد أزعج قطر أم أنها لم تسعد بأن تحقق المملكة النجاحات تلو الأخرى وتعلن تحصينها بوجود قاعدة العديد على أراضيها وفي نفس الوقت تنتقد إدارة الرئيس الأمريكي بل والرئيس ترمب نفسه. والسؤال ماذا لو قررت الإدارة الأمريكية نقل قاعدتها إلى مكان آخر هل ستأتي بإيران بدلا منها وتسلم قطر للعدو الإيراني كما فعل حسن نصرالله وسلم لبنان. المتابع للسياسة القطرية ليس وليد اللحظة فكم من إساءات وجهتها قطر عن طريق قناتها الجزيرة وكم من استفزازات وجهت لخليجنا العربي عن طريق من يعملون في الإعلام القطري ومن أين أتوا حتى يتم نعت إعلاميي المملكة والبحرين والإمارات بالمرتزقة. لو حدث أي مكروه لقطر لا سمح الله فلن تجد أحدا يدافع عنها إلا المملكة وأشقاءك دول الخليج ومصر. أرجو أن تراجع قطر حساباتها من جديد وتدرك أن الأمة العربية والإسلامية بحاجة للتكاتف وليس لشق الصف، أرجو من الله سبحانه أن يلهمها الصواب وترجع إلى الصف الخليجي ووحدتنا الخليجية. *كاتب ومحلل سياسي