saeedalmansor @ أوضح الشاعر محمد عيضة أنه لم يتهجم على شعر العرضة في حواره مع «عكاظ» قبل أسابيع عدة، وقال إنه لم يجد مبررا لهجوم شعراء الجنوب عليه، لافتا إلى أن عنوان اللقاء قد أخذ البعض بعيدا عن جوهر الموضوع. وأوضح عيضة أن الحديث لم يكن عن العرضة كفن يتكون من عناصر عدة، ولَم يكن عن موهبة شعراء العرضة، بل كان عن جزء من فن العرضة وهو شعر الشقر، وقال: «هناك وهم كبير بأن شعر الشقر ابتكار غير مسبوق وأصعب أنواع الشعر، وهذا غير صحيح بتاتا فصعوبة الفنون القولية تكمن في التقاط المعنى وتوجيهه كما في القلطة والعرضة والرجز والمجالسي وغيرها». واستطرد قائلا: «في ظني أن الشقر أصبح لعبة لغوية مستهلكة وباهتة ومتكلفة وأتوقع أن تختفي ليحل محلها القافية أو على الأقل الجناس غير الكامل». وحول وصفه لشعر العرضة بأنه «دخيل على الشعر» قال عيضة إن وصف فن ما بأنه دخيل ليس انتقاصا، فهذه طبيعة الفنون بل إن الفنون الدخيلة أحيانا تكون هي السائدة على حساب فنون أعرق منها تاريخا وحضورا. وكانت تصريحات الشاعر محمد عيضة حول شعر العرضة، أثارت امتعاض عدد من الشعراء منهم يوسف الزهراني، عبدالمجيد الزهراني، وعبدالله الخزمري، وغيرهم، إذ أشار عيضة إلى عدم أحقية العرضة بالريادة وخصوصا في معقلها أو منطقتها، بل ذهب إلى أنها مارست العقوق في حق شعر النظم ولم تكن في يوم من الأيام الفن الشعبي الأول لدى الناس، ليأتي الرد من عشاق هذا الفن الذين قالوا إن مشكلة البعض أنهم يصدرون أحكاما ويروون أحداثا ويؤلفون تواريخ لا شواهد لهم عليها، ليس لشيء في أنفسهم، بل للخروج من حرج السؤال، لافتين إلى أن العرضة لا يمكن بأي حال أن تُخرج من دائرة الإبداع، أو من دائرة الشعر ككل؛ لأننا بذلك نصادر أسماء كبيرة مثل ابن مصلح وابن طوير والبيضاني والغويد وعبدالواحد والشيخي ورياض الخزمري وغيرهم الكثير، وهذا لا يليق من زاوية إبداعية أو تاريخية. وأشار البعض إلى عدم وضوح إجابة الشاعر محمد عيضة بقدر وضوح السؤال، لافتين إلى أن الشعر الحقيقي الإبداعي قد نجده في شطر واحد يأتي بما لم تأتِ به دواوين. أما الحديث عن الموروث من الفنون الشعبية والألعاب والرقصات فهذا أمر لا علاقة له لا من بعيد ولا قريب بالشعر وقيمته.