OKAZ_online@ ساعات قليلة فصلت بين المباحثات التي أجراها وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في العاصمة بغداد الاثنين الماضي، والاتفاق بينهما على إعادة فتح السفارة القطرية، والمعلومات التي تحدثت عن لقاء سري آخر عقده المسؤول القطري في مقر إقامته في العاصمة العراقية مع مستشار الحكومة العراقية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وبين انقلاب أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، على الإجماع العربي والإسلامي وإعلان الرياض، معلنا انحيازه الكامل لإيران وميليشياتها في المنطقة، ضاربا عرض الحائط بالتضامن الخيلجي والعربي والإسلامي الذي تحقق في قمم «العزم يجمعنا». ورغم شح المعلومات المتوفرة عن اجتماع وزير الخارجية القطري وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إلا أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن المجسات الغربية في بغداد متمثلة في السفارتين الأمريكية والبريطانية، سجلت خروجا قطريا مبكرا من الاجتماع العربي والإسلامي قبل أن يجف حبر إعلان الرياض. الاجتماع السري بين آل ثاني وسليماني والذي تم ترتيبه من خلال الحكومة العراقية مقابل عدم مطالبة الدوحة بمبلغ ال500 مليون دولار التي تركتها الدوحة في مطار بغداد، بطريقة مثيرة ومريبة في أعقاب الإفراج عن الرهائن القطريين، وهو الأمر الذي تطلب البحث عن تفصيلات خلف ستارة المشهد العراقي الداخلي، إذ أشارت مصادر موثوقة إلى أن الاجتماع بين سليماني وآل ثاني في بغداد حمل مفآجات صادمة، كشفت ترتيبات سرية بين قائد الحرس الثوري جعفري وأمير قطر بأن تقوم الدوحة بالتمرد على قرارات القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وهي ترتيبات سبقت القمة ب27 ساعة فقط. وتواصلت «عكاظ» مع المسؤولين في السفارة القطرية في عمان للحصول على تأكيدات، إلا أنها رفضت التعليق على الأمر. بكل الأحوال، تتحدث المراجع العراقية عن تطورات كبيرة في الملف الإيراني القطري، وعن اتصالات سرية مخابراتية بين البلدين، لافتة إلى أن الأيام القادمة ستحمل أجندات مشتركة متعلقة بالمنطقة وتوسيع المساحة الجغرافية التي تتحرك بها الأجندة الإيرانية. ما حدث في بغداد بين وزير الخارجية القطري والعبادي من جهة وآل ثاني وسليماني من جهة، ما هو إلا الشيء المعلن، وما خفي كان أعظم.