Motabalawwd@ اعتبرت خبيرة دائرة الدراسات الإستراتيجية الأمريكية في معهد واشنطن لوري بلوتكين بوغارت اختيار الرئيس الأمريكي ترمب السعودية في أول زيارة خارجية له، «خروجا لافتا عن السوابق». وقالت بوغارت معلقة على جدول أعمال ترمب في موقع المعهد (أحد أهم المعاهد المعرفية المؤثرة على السياسة الأمريكية) إن «اختيار السعودية إشارة إلى أولويات السياسة الخارجية للرئيس ترمب كما يلمّح إلى الدور الذي يتصور الرئيس ومساعدوه أن تلعبه المملكة للمساعدة على تحقيق أهدافهم». وأضافت: «جدول أعمال ترمب والملك سلمان رؤية عملية تتعلق برفع مستوى التحالف الأمريكي السعودي بدلاً من تصحيح المسار الأساسي»، مؤكدة بوغارت إن الهدف الرئيسي للرئيس ترمب في المملكة هو دعم «الحرب على الإرهاب». وأشارت إلى أن البيت الأبيض وترمب هدفهم الأعلى في السياسة الخارجية «هزيمة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى». وأوضحت خبيرة دائرة الدراسات الإستراتيجية الأمريكية أن ترمب توصّل، بمساعدة مستشارين من ذوي الخبرة في مجال السياسات، إلى استنتاج أن السعودية تشكل جزءاً مهماً من حل مشكلة الإرهاب و«تعد زيارة الرئيس الأمريكي أيضاً اعترافاً فعلياً بأن المملكة تمثل حالياً أحد أقرب شركاء الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب في العالم». وأكدت استفادة إدارة ترمب من قدرة السعودية الهائلة على عقد اجتماعات لزعماء الدول، فقد عمل السعوديون على جمع عشرات القادة من جميع أنحاء العالم الإسلامي، من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا للاجتماع مع الرئيس الأمريكي في قمة أمريكية - عربية - إسلامية بهدف رئيسي هو المساعدة على ترسيخ تحالف دولي لمكافحة الإرهاب، وقد نجحت الرياض بشكل مذهل وسريع ودقيق في وقت وجيز في ذلك. وأكدت بوغارت: «إن القمم اعتمدت على جهد سعودي بداية من إعلان «التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب» من أدنى المستويات إلى أعلاها وتم الإعلان عن إنشاء هذا «التحالف العسكري الإسلامي» قبل عام ونصف العام، وستنتهي القمة بإعلان الرياض مركزا إستراتيجيا لدعم مكافحة الإرهاب خارج حدودها». وأدرجت الخبيرة الأمريكية هدفاً ثانياً وراء زيارة الرئيس الأمريكي، إذ وصفته بالأقل وضوحاً، ولكنه بالقدر نفسه من الأهمية وهو: توطيد التحالفات الثنائية والمتعددة الأطراف ضد طهران، وقالت: «إن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ساعد على إرساء الأسس لزيارة الرئيس ترمب في هذا الشأن خلال زيارته إلى المملكة في أبريل»، وأبانت: أن ماتيس شخصية معروفة عندما يتعلق الأمر بإيران، وكان قد أكد أثناء زيارته الأخيرة للسعودية: «أينما تنظر، إذا كانت هناك مشكلة في المنطقة، ستجد إيران». وأفادت أن ترمب رفع درجة الاهتمام بالتهديدات الإيرانية، التي تستهدف استقرار حلفاء الولايات وشركاءها، وإن الإدارة الأمريكية الجديدة تتفهم السعودية والشركاء الخليجيين الآخرين وتدعمهم عندما يتعلق الأمر بمسألة المحاولات التي تدعمها إيران لزعزعة الاستقرار في البحرين واليمن وسورية والعراق.