يظهر غياب التنسيق بين الجهات المختصة بجلاء، في طريق جدة - مكة القديم، ففي الوقت الذي تنتهي أمانة جدة من مشروع ما في المنطقة وتردم ما أحدثته من أخاديد وخنادق، تبدأ شركة المياه الوطنية بالحفر في الموقع ذاته، دون أن يكون هناك تنسيق بين الجهتين في تنفيذ مشروعيهما بالتزامن، حفاظا على الجهد والوقت والتكلفة المالية. وبات عابرو طريق جدة - مكة القديم على موعد مع استمرار فصول هبوطات الطريق لسنوات قادمة بخلاف ثلاثة عقود مضت وهم يتجرّعون معاناة السير في طريق وعر، لا تنتهي فيه أعمال السفلتة والكشط بشكل شبه سنوي وتحيط به مياه الصرف بين الوقت والآخر، إضافة إلى الهبوطات التي صارت عنوانه الأبرز منذ سنوات طويلة ولم يتم وضع حل جذري لها. وذكر محمد الصالحي من سكان كيلو 13 أن معاناتهم مع طريق جدة - مكة القديم تربو على ثلاثة عقود، عانوا خلالها الأمرين أثناء عبوره، لكثرة الهبوطات فيه، وانتشار الحفريات فيه، خصوصا عند الإشارة الضوئية لحي كيلو 13 وكذلك كيلو 11 قرب حلقة الخضار، مشيرا إلى أن المسؤولية تقع على عاتق كل من أمانة جدة وشركة المياه الوطنية نظرا للازدواجية في العمل بينهما. وأفاد بأنه ما إن تنتهي إحدى الجهتين من مشروعها، حتى تبدأ الأخرى في الحفر والعمل في الطريق، ما يطيل مدة التعثر في المكان ويربك حركة السير فيه، فضلا عن الأضرار التي تلحق بمركباتهم، ويجعلهم يترددون بكثرة على ورش الصيانة التي تستنزفهم ماديا. وأوضح علي القرني من سكان كيلو 14 أنهم تعايشوا مع كثرة عمليات الكشط والترقيع التي يشهدها طريق جدة - مكة القديم منذ سنوات عدة، مشيرا إلى أن العشوائية في التنفيذ وغياب التنسيق بين الجهات المختصة تسببا في هدر المال، وإرباك الحركة المرورية، مستغربا عدم وجود حل للمشكلة التي أرقتهم طويلا. وشكا عبدالرحمن الزهراني من عملية كشط الطبقة الإسفلتية لطريق مكة القديم، وتحديدا ما بين كيلو 13 وكيلو 11، وتركه مثل الفخ الذي يتربص بالعابرين، ويتلف المركبات، فضلا عن تسببها في كثير من الحوادث القاتلة. وقال الزهراني: «ما يفاقم المشكلة في المكان، تدفق الشاحنات على الطريق، في الأوقات غير المسموح لها بالتحرك متجهة إلى حي الحرازات والخروج من جنوب شرق جدة باتجاه طريق الجموم حيث تسببت في إلحاق الأضرار بالطريق الذي يعاني أساسا من الهبوطات والمياه الجوفية»، لافتا إلى أن صهاريج مياه الشرب التي تعبر الطريق متجهة إلى الأشياب، زادت الطين بلّة، متمنيا تدارك الوضع سريعا، ووضع حد لمعاناتهم في الطريق.