بعد 24 ساعة من المكاشفة والمصارحة والاستقبال الحميمي، وتجديد التحالفات الإستراتيجية السعودية الأمريكية، والتوقيع على اتفاقيات استثمارية بالمليارات بين السعودية والولايات المتحدة، تتجه بوصلة العاصمة اليوم (الأحد) إلى لقاء تاريخي مماثل غير مسبوق تحت شعار «العزم يجمعنا» بين قادة الدول العربية والإسلامية مع الرئيس الأمريكي ترمب الذي سيلقي خطابا موجها للشعوب الخليجية والعربية والإسلامية، يدعو فيه للتوحد من أجل مكافحة التطرف والإرهاب، وإطلاق معركة الخير ضد الشر، وتعزيز الشراكات في ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية لبناء مستقبل أفضل للإنسانية. وأوضح مصدر أمريكي رفيع ل«عكاظ»، أن خطاب ترمب الذي سيلقيه اليوم (الأحد)، سيساهم بشكل كبير في التقريب بين وجهات نظر الغرب والشرق وسيكرس الابتعاد عن التصادم والبحث في القواسم المشتركة، خصوصا ثقافة التسامح والوسطية ونبذ العنف والتطرف، والتأكيد على أنه لا هوادة مع الإرهابيين، فضلا عن عزل إيران عالميا وتعريتها أمام المجتمع الدولي. ولفت المصدر، الذي - طلب عدم الكشف عن اسمه - أن الإعلام الأمريكي والغربي شوه صورة ترمب في العالم الإسلامي، وأظهر صورته كمعادٍ للمسلمين، وتابع قائلا: «هذا غير صحيح على الإطلاق»، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها فهم أعمق عن الإسلام وضرورة عدم ربطه بالإرهاب. وأفصح المصدر، أن خطاب ترمب سيتناول رؤيته لسلمية الإسلام في العالم والتسامح الديني، وسوف يدعو المسلمين للانضمام إلى أمريكا في الحرب ضد الإرهاب العالمي. وذكر أن خطاب ترمب سيكون مختلفا عن خطاب الرئيس أوباما في القاهرة عام 2009 عندما أكد على أنه سيبدأ عهدا جديدا في العلاقات الأمريكية الشرق أوسطية بعد ما يقرب من عقد من الحرب في العراق وأفغانستان. ويعتبر لقاء ترمب مع القادة في العالم الإسلامي أول اختبار حقيقي له في التعامل مع إدارة الجمهوريين، ولاسيما أنه ذاهب إلى المنطقة بحقيبة مليئة بالكثير من المشكلات الداخلية. ويستعد الرئيس الأمريكي الذي وصل الرياض أمس (السبت)، في بداية جولة هي الأولى له في الخارج للقاء مع قادة دول التعاون الخليجي، وهو الاجتماع الأول من نوعه أيضا مع ترمب والذي يتوقع أن يتم خلاله بحث إنشاء الدرع الصاروخية الأمريكية الخليجية. وبحسب المراقبين فإن الرسالة الأكثر حزما ستكون ضد النظام الإيراني الذي اعتبره ترمب أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، فضلا عن تشجيع العرب والمسلمين على أخذ قرارات شجاعة لنشر السلام ومواجهة تنظيم «داعش»، الذي يزرع الفوضى والعنف في العالم الإسلامي وخارجه. زيارة ترمب لم ينته الحديث عنها وسيستمر طويلا لمصلحة تجديد الشراكة وإيجاد حلول لقضايا المنطقة وإحلال السلام والسماحة بدلا من الإرهاب والتطرف.