i_ALSHAMANI@ بوصول الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والوفد المرافق له غداً (السبت) إلى الرياض، في أولى زياراته الخارجية، تنطلق مرحلة جديدة من العلاقات الوثيقة بين المملكة وأمريكا في مختلف المجالات، وبما يسهم في مواجهة الكثير من التحديات، وعقد الشراكات. ويعد اللقاء الذي وصف بالتاريخي، والذي يجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس الأمريكي ترمب نقطة تحول على مستوى المنطقة والعالم، خصوصاً أن الرؤى بين الدولتين متطابقة حيال الأوضاع في سورية واليمن، والحرب ضد الإرهاب، ومواجهة إيران. تعزيز الروابط السعودية الأمريكية: وسيعقد الرئيس الأمريكي غداً (السبت) سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع خادم الحرمين الشريفين، وستركز القمة السعودية الأمريكية على إعادة تأكيد الصداقة العريقة وتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية الوثيقة بين البلدين، وتتوزع هذه اللقاءات على عدة مواقع في العاصمة الرياض، وتعمل المملكة ضمن جهود موحدة مع أمريكا ودول العالم الإسلامي على مكافحة الإرهاب، بعد أن أخذت على عاتقها كسب الحرب الفكرية وهزيمة الإرهاب من خلال التسامح والاعتدال والانفتاح، كما ستعمل على الشراكات التجارية المتينة والمنافع المشتركة في فتح باب الفرص الاقتصادية على مصراعيه بين المملكة وأمريكا والدول الإسلامية. القمم ال3 ومستقبل المنطقة: وانطلاقا من حرص الرئيس الأمريكي على إنجاح تحركاته في مواجهة الإرهاب العالمي، وتحجيم الدور الإيراني، وإنهاء الحروب والصراعات، تأتي قمتان أخريان، أولاهما أمريكية – عربية إسلامية تعقد غداً (السبت)، والأخرى أمريكية – خليجية بعد غد (الأحد)، واختار ترمب المملكة لاستضافتهما، تقديرا لمكانتها الإسلامية، ودورها المؤثر سياسياً واقتصاديا في المنطقة، ولثقته بأن المملكة جادة في محاربة الإرهاب، ودعم الجهود المبذولة لإنهاء الصراعات برؤى مقبولة من جميع الدول الاسلامية والعربية، باستثناء إيران التي لا يروق لها أن يعيش العالم في أمن وأمان، والمأمول أن تخرج القمتان بمعالجات لهذه الأوضاع، وبناء شراكات أمنية أكثر قوة وفعالية من أجل مكافحة ومنع التهديدات الدولية المتزايدة للإرهاب والتطرف، ومن خلال تعزيز قيم التسامح والاعتدال. وتأتي القمة الأمريكية الخليجية (الأحد)، التي يلتقي من خلالها ترمب بقادة دول مجلس التعاون، لمناقشة الملفات الساخنة التي أولتها دول المجلس أهمية بالغة، في عهد الرئيس الأمريكي السابق أوباما الذي فشل في استثمار الجهود الخليجية لتعزيز أمن واستقرار المنطقة، وستناقش هذه القمة ملفات الإرهاب ومحاربته، ومواجهة إيران والحد من تدخلاتها ودعمها للميليشيات الإرهابية في اليمن وسورية والعراق، إضافة إلى المزيد من التنسيق الأمني والعسكري والاقتصادي بين أمريكا ودول المجلس «متحدة»، لبناء تحالفات إستراتيجية وتعزيز العلاقات التاريخية من خلال الجهود المشتركة من التسامح والتعاون، والأسس. فعاليات اقتصادية: وفي اليوم الأول من زيارته إلى المملكة، يزور الرئيس الأمريكي مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، الذي يعد منارة للثقافة والحضارة، تسلّط الضوء على التاريخ العريق لشبه الجزيرة العربية ورسالتها المتمثلة في نشر الدين الإسلامي. ويعد المركز أحد أهم المعالم الحضارية والثقافية في الرياض، وافتتح في الخامس من شهر شوال عام 1419 بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز. كما يحضر الرئيس الأمريكي المنتدى السعودي الأمريكي للرؤساء التنفيذيين الذي يجمع قادة الأعمال من جميع أنحاء المملكة وأمريكا، والذي يهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين من خلال توفير منصة لتعزيز التجارة البينية وتذليل الصعوبات التي تحول دون إقامة روابط اقتصادية أوثق. ويقف ترمب على معرض المملكة الموازي، والذي يهدف إلى إبراز الفن المعاصر السعودي عبر أجياله المختلفة مع التركيز على جيل الشباب، ويسعى أيضا إلى إظهار ثقافة المملكة المميّزة عبر الأعمال الإبداعية لمجموعة من الفنّانين المعاصرين، كما يهدف إلى تشجيع الحوار بين الثقافتين السعودية والأميركية من خلال أعمال فنية بصرية تجسّد تجارب الفنّانين مع الحياة.