بينما كان الحديث عن المرحلة الانتقالية يهيمن على المشاورات السابقة في جنيف، بات الحديث اليوم عن الدستور السوري الجديد، فيما اعتبرته المعارضة السورية تغييرا في قواعد التفاوض. وفي اليوم الثاني للمشاورات قدم المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا مقترح تشكيل فريق من الناشطين في المجتمع المدني والتكنوقراط لتمهيد الطريق أمام إعداد دستور جديد، الأمر الذي تدعمه روسيا بشدة، إذ تقترح تشكيل دستور وانتخابات يحق لبشار الأسد المشاركة فيها. وتنص وثيقة دي ميستورا وفق ما أوضحت مصادر المعارضة على آلية تشاورية تعمل على رؤى قانونية محددة، وكذلك ضمان عدم وجود فراغ دستوري أو قانوني في أي وقت خلال عملية الانتقال السياسي الذي يتم التفاوض عليه. وقال مسؤولون في وفد المعارضة بجنيف إن الوثيقة لم تكن ضمن جدول الأعمال وإن لديهم تحفظات كثيرة حولها، مشيرين إلى أنها لا تزال قيد الدراسة، وعبروا عن مخاوف من أن تزيد هذه التفاصيل من تعقيد العملية التفاوضية. وسيبقى وفدا المعارضة والنظام في مشاورات منفصلة يقودها المبعوث الأممي دي ميستورا حتى يوم الجمعة القادم. ولا تتوقع المعارضة السورية أي تقدم من هذه المفاوضات، خصوصا في ظل تهرب النظام من عملية البحث في المرحلة الانتقالية.