بات مرض الكوليرا أحد عوامل كشف سوءة الانقلابيين في اليمن وفضح زيف ادعاءاتهم التي يتشدقون بها . وأصبح المرض الذي عاد إلى اليمن بعد أن غادرها منذ نحو أكثر من 40 عاماً، يشكل واحداً من التحديات في وجه ما يسمونها " حكومة الإنقاذ " التي شكلها الحوثيون بالشراكة مع المخلوع صالح ، نتيجة سوء الإدارة والإهمال الذي يتعمق يومياً في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون وعلى رأسها العاصمة صنعاء . ويُعد تكدس أكوام القمامات في شوارع صنعاء وغيرها من المدن، واحداً من أسباب الأوبئة والأمراض، لا سيما بعد امتناع عمال النظافة عن القيام بعملهم احتجاجاً على توقف مرتباتهم منذ أشهر . وتسببت الحرب التي أشعلها الحوثيون وحليفهم المخلوع صالح في إغلاق العديد من مشافي البلاد ، وعجز المواطن على الحصول على الدواء، إضافة إلى عرقلة وصول المساعدات مما فاقم الحالة الصحية المتردية في البلاد . وأطلقت منظمة أطباء بلا حدود الطبية الدولية تحذيرا أشارت فيه إلى أن عدد الحالات المصابة بمرض الكوليرا في اليمن وصلت لأكثر من 780 حالة منذ نهاية مارس الماضي . وقالت في بيان لها " إنها تستقبل وتعالج أعداداً متزايدة من مرضى الكوليرا والإسهال المائي الحاد في محافظات عمران وحجة والضالع وتعز وإب، التي تخضع لسيطرة الانقلابيين، مشيرة إلى أنه قد زاد عدد المرضى بنسبة كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين . وأمام تردي الأوضاع الصحية لم تستطع مليشيا الانقلاب الاستمرار في طمس الحقائق وأعلنت حالة الطوارئ في العاصمة صنعاء التي تحولت إلى مدينة "منكوبة" بسبب انتشار المرض الذي أخذ يحصد أرواح المواطنين من الأطفال والشيوخ والنساء، ويطال ويهدد حياة كل اليمنيين". وكان مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومينيك ستلهارت اعلن الأحد "نواجه حاليا خطر انتشار جدي للكوليرا". وأوضح أن الأرقام التي تم جمعها من وزارة الصحة اليمنية تفيد بأن الكوليرا أودت بحياة 115 شخصا . وقال نقلا عن أرقام للسلطات المحلية إنه تم إعلان أكثر من 8500 شخص يشتبه بإصابتهم بالمرض خلال الفترة ذاتها في 14 محافظة في أنحاء اليمن، مقارنة ب2300 حالة في عشر محافظات الأسبوع الماضي. من جهتها، عبرت منظمة أطباء بلا حدود عن مخاوفها من ألا تتمكن السلطات الصحية اليمنية وحدها من التعامل مع الأزمة.