الكتابة عن خالد الفيصل أمر ليس بالسهل، ذلك لأنه شخص استثنائي متعدد المناقب بسيرته العطرة، كثير العطاء لهذا الوطن، حيث كل يوم يسجل إنجازا إلى إنجاز جديد. كما يقال ليس من سمع كمن رأى، والمشهد يتحرك باستمرار لا يعرف التوقف أو الانتظار، لا سيما في منطقة مهمة لها خاصيتها المتفردة، وأعني منطقة مكةالمكرمة التي ضمت أطهر بقاع الأرض يقصدها ضيوف الرحمن، ما يجعل القائمين عليها في عمل متصل دؤوب لأداء الأمانة على الوجه المطلوب، والأمير خالد الفيصل يقف على رأس المسؤولية في هذا الجانب الروحاني العظيم الذي وضعه نصب عينيه ساهرا ومتابعا لما يجري في الحرم المكي والمشاعر المقدسة من توسعة وتطوير عمراني وخدمي من أجل راحة ضيوف الرحمن. الحديث عن خالد الفيصل يعني الثقة بالنفس التي حملها منذ أن كان في كنف والده الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله، فقد غرز فيه الكثير من الصفات التي أهلته لأن يكون هكذا، وكان من أهمها الإقدام والثقة بالنفس. شخصية خالد الفيصل تتشكل ما بين القوة والإبداع والعزيمة وسرعة اتخاذ القرار ليشكل مدرسة قائمة بذاتها بتطبيق القيادة الحكيمة في كل موقع تولى ريادته، فبعد 37 عاما قضاها أميرا لمنطقة عسير، كانت عسير تتغير وتتحول وتتقدم مع كل إطلالة فجر جديد حتى جعلها ك(بهاء أبها البهية)، لتصبح المنطقة السياحية الأولى في المملكة مترامية الأطراف متكاملة الخدمات لتكتب رقما هاما في قاموس السياحة بذوق يرضي المصطافين بعد أن حمى سموه المواقع التراثية التاريخية والحضارية خلال محطاته العملية المتتالية، ولا تزال إسهاماته المهمة الكبيرة الناجحة مستمرة في دعم المشاريع العمرانية كونها عنصرا أساسيا للهوية الوطنية. وإذا تحدثنا عن الركيزة الصناعية الوطنية فقد ظل خالد الفيصل العمود الفقري والمتابع الحريص لمسيرة الاستثمار المحلي متمسكا بشعاره الذي أطلقه (صنع في السعودية) حتى أصبح واقعا لا حلما، وقد ظل ومازال انشغاله المستمر بتنمية الاقتصاد هاجسه الأول والأخير من خلال تشجيع سموه للصناعة والاستثمار المحلي ودفعه لرجال الأعمال وكافة المستثمرين بتسهيل العبور إلى مداخل بوابة الاستثمار والتصنيع. وعلى الجانب الميداني، فخالد الفيصل شعلة من النشاط لا تتوقف وجولاته المكوكية شاهد على عصره، متفقدا باستمرار مشاريع المنطقة بكامل مراحلها حديثة كانت أو تحت التنفيذ أو المستقبلية، أمير لا يهدأ له بال في تفقد ما ينقص الناس من خدمات عامة وينطبق ذلك أيضا في الحالات الإنسانية. ساهم خالد الفيصل بمؤسسته الفكرية العربية التي تعتبر إحدى المؤسسات المهمة الداعية للتضامن بين الفكر والمال للنهوض بالأمة العربية، حيث بيروت مقرها، كما يدير سموه مؤسسة الملك فيصل الخيرية المحتضنة جائزة الملك فيصل العالمية، بجانب عدد كبير من المراكز البحثية والمعاهد التعليمية. عشرة أوسمة رفيعة في جبين خالد الفيصل ما بين عربية وعالمية، أهمها وسام النهضة الملكي المغربي، ووسام الأرز الوطني اللبناني، ووسام فيلا نيكوسيا من الأمير دوق برا غانز، ووسام فرنسيس الأول بالمرتبة العظمى، ووسام السنت موريس، ووسام قلادة الشرف مع الشعار الذهبي في المعهد العربي البرتغالي، وهو الذي لم يمنح من قبل إلا لرؤساء الدول في العالم العربي، وقد وضعت وكالة (ناسا الفضائية) اسم خالد الفيصل في مركبة أطلقتها إلى المريخ عام 2003 اعترافا بخدماته الجليلة للإنسانية بمستوياتها الوطنية والقومية والعالمية. خالد الفيصل سجل ناصع في جبين الوطن، وإنجاز رائع في مسيرة طويلة حافلة بالركض والعمل وراء كل ما يضيف بعدا زاخرا بالبناء والأمل، مخططا منفذا جادا في خطوات لا تعرف التراجع ولا التردد، مدركا أن المستقبل يبدأ من هنا. هذه لمحة في سجل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة وهي قليل من كثير إذا ما فتحنا هذا الملف الضخم الزاخر بالأعمال الوطنية التي لا تحصى ولا تعد. وأخيرا كان وظل خالد الفيصل عاشقا لهذا الوطن المجيد بعطاء لا حدود له، وانتماء نابع من قلب صادق، ووفاء منطلق من عزيمة لا تلين نحو البناء والتعمير وترسيخ الأمن والرفاهية للوطن ولكافة المواطنين. وقفة: لك البلاغة ميدان نشأت به وكلنا لك نعترف * رجل أعمال