يعتقد مراقبون في تركيا أن نتيجة استفتاء اليوم (الأحد)، سيحددها إلى حد كبير الناخبون القوميون الذين يعارضون أي تنازل للأكراد ويخشون أن يلين الرئيس رجب طيب أردوغان موقفه من هذه المسألة بعد الاستفتاء. وعقد أردوغان أمس (السبت)، آخر مهرجاناته الانتخابية قبل استفتاء حاسم على تعزيز صلاحياته الرئاسية، والهدف إقناع أكبر عدد ممكن من الناخبين الذين ما زالوا مترددين قبل هذا التصويت الذي تبدو نتائجه غير محسومة، وهو ما اعتبرته صحيفة حرييت «الرسائل الأخيرة». وقال أردوغان أمس «إن شاء الله سيكون غدا» اليوم «يوم عيد لتركيا»، داعيا الأتراك إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع. وذكرت وكالة أنباء الأناضول القريبة من الحكومة، أن نحو 33600 شرطي سينتشرون اليوم في إسطنبول لضمان حسن سير الاقتراع. وقسمت الحملة الانتخابية الدولة التي يقطنها 80 مليون نسمة، وامتدت الانقسامات إلى الجاليات التركية الكبيرة في أوروبا.. ويرى مؤيدو أردوغان المتحمسون أن مسعاه للحصول على صلاحيات أوسع هو مكافأة مستحقة لزعيم أعاد القيم الإسلامية إلى قلب الحياة العامة وساند الطبقة العاملة وأنشأ مطارات ومستشفيات ومدارس. ويخشى معارضون من ميل إلى الاستبداد ومن انسحاب تدريجي من المبادئ العلمانية التي أرساها مؤسس تركيا ومن إبعاد بلادهم أكثر عن القيم الغربية بشأن الديموقراطية وحرية التعبير. وأشار استطلاعان للرأي «الخميس» إلى أن أغلبية بسيطة ستصوت ب«نعم» إذ قدرا التأييد له بأكثر قليلا من 51%. ويقر القائمون على استطلاعات الرأي بأن هناك أصواتا رافضة قد تكون مختفية في نتائجهم بين مؤيدين تقليديين لحزب العدالة والتنمية الحاكم القلقين من نزعات أردوغان السلطوية وهي أرقام يصعب تقديرها. وقال إتيان محجوبيان الذي كان مستشارا لرئيس الوزراء السابق داود أوغلو، وهو شخصية رئيسية في حزب العدالة والتنمية لصحيفة «قرار» إنه سيصوت ب«لا». وأضاف: «النموذج (المقترح) سيسبب ضررا كبيرا في المدى المتوسط للمحافظين ولتركيا، أن التعديلات ستمهد الطريق لتأسيس «نظام رجل واحد» يمكن إساءة استغلاله».