قال الرئيس النيجيري محمد بخاري إن زعيم جماعة بوكو حرام أبو بكر شيكاو «مصاب»، في أول تعليق له على مزاعم الجيش أن شيكاو أصيب في هجوم. وذكرت القوات النيجيرية الثلاثاء الماضي أن شيكاو أصيب في غارة جوية، استهدفت معقلاً لبوكو حرام في الغابات، إلا أنه لم يصدر أية تصريحات إضافية، ولم تعرض أية أدلة تثبت ذلك. وقال بخاري في بيان من نيروبي حيث يشارك في قمة تنموية: «علمنا أنه أصيب في غارة جوية نفذتها القوات الجوية النيجيرية». وأضاف: «إن عناصر القيادات العليا والسفلى في بوكو حرام تعاني من مشكلة»، مؤكداً أن الجماعة «لا تسيطر على أية منطقة، وانقسمت إلى مجموعات صغيرة تهاجم أهدافا سهلة». وقال بخاري إن شيكاو «أُقصي» من الجماعة، ليؤكد المزاعم أن أبا مصعب البرناوي الذي عينه تنظيم داعش، هو المسؤول حالياً عن التمرد. فيما ظهرت مؤشرات على صراع سلطة بين كبار قادة الجماعة في وقت سابق من هذا الشهر، عندما أصدر شيكاو تسجيل فيديو ينفي فيه إقصاءه. ويعتقد أن البرناوي لا يتجاوز عمره 22 عاما، وهو ابن مؤسس بوكو حرام محمد يوسف، وقد أعلن تنظيم داعش تعيينه زعيما للجماعة في اغسطس. وقال بخاري إنه «مستعد للحديث مع زعماء بوكو حرام» للتفاوض على الإفراج عن 218 فتاة أسرهن التنظيم في 2014. وكتب فولان نصرالله الاختصاصي النيجيري في النزاع على موقع (تويتر): أن البرناوي واسمه الحقيقي حبيب يوسف «هو الابن البكر بين الأبناء الأحياء لمحمد يوسف مؤسس جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد» الاسم الحقيقي لبوكو حرام. وأكد رابط الرحم عديد من الخبراء، خصوصاً المدون النيجيري أحمد سلكيدا المعروف بمعلوماته المهمة عن الجماعة. كتب سلكيدا: «أبو مصعب البرناوي هو نجل محمد يوسف المتوفي»، مشيراً إلى أن اسم الأسرة يشير إلى منطقته، أي ولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا. البرناوي يعني «الرجل المتحدر من بورنو» بلغة الكانوري (نسبة إلى قبيلة الكانوري المنتشرة في أربع دول هي نيجيريا، السودان، تشاد والكاميرون)، وتنتمي إلى اللغات النيلية الصحراوية. والشكوي نفسه هو من اختار هذا الاسم الحركي للشاب حبيب يوسف، بعد مقتل والده على يد الشرطة النيجيرية في العام 2009. وعند بلوغه الخامسة عشرة من العمر، أصبح اسمه أبو مصعب البرناوي ودخل معترك «القتال». وكتب فولان نصرالله على (تويتر): «أبو مصعب كان بمنزلة أخ أو ابن للشكوي، وذراعه اليمنى». ولم يجد الفتى على الأرجح سنداً أكثر بطشاً. فبوكو حرام التي كانت حتى ذلك الحين جماعة إسلامية أكثر منها حركة متشددة، اتخذت منحى دمويا في ظل قيادة الشكوي. في تلك الآونة امتدت سطوة شبكة القاعدة إلى القارة الأفريقية، وحملت جماعة بوكو حرام السلاح، وأرسلت مقاتلين ليتدربوا في الصومال أو منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى. وتثير جماعة بوكو حرام الفوضى في شمال شرق نيجيريا في مساعيها لإنشاء دولة إسلامية متشددة، وقتلت أكثر من 20 ألف شخص، وشردت 2,6 مليون آخرين من منازلهم.