okaz_sports@ قبل نحو 10 سنوات هبط نادي الطائي لدوري الدرجة الأولى بعد سنوات عدة لعب فيها بالدوري السعودي الممتاز، لقب خلالها ب«صائد للكبار»، وكان منبعا للنجوم وممونا للمنتخبات السعودية بالنجوم، ولكن منذ هبوطه لم يستطع التحرك من دوري الدرجة الأولى، إذ ما زال يكافح فيها ويطمح للصعود الصعب من الباب الضيق خصوصا هذا العام بعد تجدد آماله، لأن هذا المكان لا يليق بناد كبير وعريق وجماهيري صنع حراكا كبيرا في منطقة حائل سياحيا واقتصاديا مع الوجه الآخر لرياضة حائل نادي الجبلين العريق الذي ظل سنوات عديدة يترنح بين دوري الدرجة الأولى والثانية وما زال، بعد أن شارك في الدوري الممتاز لمرة واحدة قبل أكثر من 30 عاما رغم الشعبية الجارفة الكبيرة للبني داخل وخارج منطقة حائل. أما بقية الأندية فهي خارج الخدمة تقريبا وعددها سبعة وهي: قفار والغوطة وجبة واللواء الذي أخفق في بلوغ نهائيات الصعود للثانية، وفيد والحائط والريان. وما سبق ذكره له أسباب كثيرة متعددة، حاولنا في هذا التقرير تسليط الضوء عليها من خلال رأي المسؤولين وأصحاب التجربة في هذه الأندية من مدربين ورؤساء.. الحاجة سربت رئيس نادي الطائي السابق عضو شرفه الحالي خالد العجلان، قال: «تراجع رياضة حائل عائد لأسباب عدة أهمها ضعف الدعم المادي في ظل التنافس الشرس بين الأندية في المناطق الأخرى بسبب الوضع المادي المأساوي لأندية حائل، وكذلك ابتعاد الكفاءات الإدارية لهذا السبب لخوفها من الفشل، بينما تزخر حائل بالمواهب الكروية المميزة والدليل أن هناك أكثر من سبعة لاعبين مميزين من الطائي يمثلون أندية كبيرة، والتفريط بهم بسبب الضائقة المالية التي تهد كل ما يبنى بأندية حائل، والعودة للصورة السابقة تتطلب الدعم من رجال الأعمال بالمنطقة، وفي هذه الحالة ستعود الكفاءات المميزة من أبناء حائل لإعادة التوهج لها، وهنا لدي أمل أراه باللواء عبدالله العديلي أن يعيد الطائي لسابق مجده، إذ يحتاج لتجديد مجلس الإدارة الحالي حتى يتوافق مع تطلعاته، وهنا تحدثت عن الطائي لمعرفتي بكل خصوصياته، وتظل أندية المنطقة الأخرى لها القدر نفسه، وعدم حديثي عنها لعدم توفر المعلومه عنها، وللأسف حتى الجهات الرسمية غائبة وكأن أندية المنطقة لا تعنيهم، عموما منطقة حائل ولادة، وهذا ما يجعلني أتفاءل بأن هناك حراكا سيتم». الهيئة العامة للرياضة سبب التراجع وقال نائب رئيس نادي الجبلين سعد المطرفي: «من الطبيعي أن تتراجع الرياضة في حائل في ظل غياب أسباب النجاح والتطوير وغياب الطموح. الأسباب كثيرة ويطول شرحها ولكن أهمها (وهو العمق الحقيقي للتراجع) يجب أن يكون واضحا بكل موضوعية ومصداقية لمسيري الرياضة في الوطن خلال سنوات طويلة، إذ إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب (الهيئة حاليا) تسير في اتجاه واحد دون أن تغير في نهجها وسيرها، وغاب دورها الحقيقي في رعاية أندية حائل لسنوات طويلة فدفعت الأندية الثمن غاليا وتحولت إلى أندية تسيير أعمال فقط، فغاب الطموح والإنجاز عشرات السنوات». ويضيف: «الهيئة تأخرت طويلا في تنفيذ منشأت أندية حائل فساهم ذلك التأخير بشكل كبير في تسرب الكثير من المواهب الشابة والمميزة، سنوات طويلة والأندية الرياضية في حائل لا تملك مقرات تليق بها، لا مكاتب إدارية ولا ملاعب ولا مدرجات لحضور الجماهير ولا مقرات لمعسكرات فرقها، وطالب أعضاء شرف الأندية الحائلية كثيرا ولكن لم تجد مطالباتهم آذانا صاغية، فوقفوا وقفات تاريخية مع أنديتهم ومنعوها من الانهيار والانكسار ومع ذلك لم يجدوا التقدير الحقيقي من الرئاسة ولا تفهما لمطالباتهم وسعيهم في تطور الأندية، فتحول دورهم من التخطيط والتطوير إلى الدعم المالي، لذلك أصبحت الأندية عبئا كبيرا عليهم ولا يمكن أن يستمر ذلك الأمر إلى الأبد، فغادر الكثير منهم وغاب مع غيابهم الدور الأساسي لمجالس أعضاء الشرف». واستطرد: «اتفق الكثير من المتابعين والمهتمين في كرة القدم السعودية على سلبية الاحتراف لدينا ومساهمته الحقيقة في تراجع الرياضة السعودية، فمع ظهوره تغيرت موازين القوى في الأندية فتبدلت كثير من أحوالها وأصبح المال هو سيد الموقف. أكثر من 20 عاما على إقرار الاحتراف ولم يُطور إلا بما يناسب بعض الأندية، وهذا يكفي لتدني الطموح والإنجاز فتراجعت مع إقراره الكثير من الأندية وأصبح طموحها البقاء في المشهد الرياضي للوطن. باختصار.. ظهر الاحتراف منحرفا فانحرف معه مسار الرياضة السعودية. وأخيرا أتمنى أن ينجح الأمير عبدالله بن مساعد في خلق تحول حقيقي مبدع في منظومة عمل الرئاسة ليظهر العمل ويتحقق الأمل وتستفيد من ذلك كل أندية الوطن بلا استثناء لمصلحة الوطن وشبابه». المال وتهالك المقرات هما السبب! وعدد رئيس مجلس إدارة نادي الجبلين السابق فهد الموكاء العوامل التي أدت إلى ابتعاد أندية حائل عن المنافسة فحصرها في: 1-مالية 2-إدارية 3-جماهيرية 4-تواضع المقرات أولا: ضعف الدعم المالي مقابل حجم المصروفات الكبير، وهذا الجانب تشترك فيه الهيئة والاتحاد السعودي لكرة القدم لتواضع الميزانيات الخاصة بالأندية، وكذلك بعض أعضاء الشرف والمحبين لضعف دعمهم ووقوفهم مع ناديهم وتقديم التبرعات. ثانيا: الجانب الإداري وهو ما يتمثل بالعزوف الكبير من محبي الأندية للعمل في إدارات الأندية أو كإداريين متعاونين، وذلك لمعرفتهم بصعوبة الأمر نتيجة العجز المالي للأندية. ثالثا: من أسباب تراجع الأندية الضغوطات الجماهيرية وحجم الآمال والتطلعات من محبي النادي على مجلس الإدارة واللاعبين، على اعتبار أن الصعود مطلب بأي شكل من الأشكال نظرا لتاريخ الناديين، وهذا الأمر يسبب ضغطا نفسيا كبيرا يؤثر على العمل، وبالتالي يؤدي إلى سوء النتائج، وتأكيدا على كلامي لك أن تتخيل هذا الموسم أن الفريق الأول حقق المركز الثالث وظل منافسا على الصعود إلى آخر جولة ومع ذلك الجمهور يعتبر ذلك إخفاقا وفشلا لمجلس الإدارة. رابعا: من الأسباب أيضا تواضع مقر النادي وعدم توفر الملاعب التي تستطيع فرق النادي أداء التمارين عليها طوال السنوات الثلاث الماضية، وهذا من الأسباب التي أثرت بشكل كبير على نتائج فرق النادي، إذ لا يتوفر إلا ملعب واحد فقط أقمناه بجهود ذاتية وبدعم كبير من علي الجميعة (رحمه الله) ولا يفي بالغرض. ويلخص الموكاء الحلول فيقول:- أولا نتعشم في أمير المنطقة رئيس هيئة تطوير حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن، ونائبه الأمير عبدالعزيز بن سعد، ومساعد رئيس هيئة التطوير الأمير عبدالله بن خالد، أن يقدموا الدعم المالي لقطبي المنطقة كي نستطيع أن نساهم بعودة أنديتنا للأضواء من جديد ونجاري الأندية الأخرى التي حظيت بدعم مالي واستطاعت أن تحقق النتائج التي ترضي عشاقها. وأيضا نوجه نداء لرئيس النادي السابق الأمير بندر بن فهد بن سعد لدعم النادي والمساهمة بعودته لساحة المنافسة. وكذلك نوجه النداء لأبناء علي الجميعة (رحمه الله) لإكمال مسيرة والدهم الذي ظل داعما للجبلين لسنوات طويلة، ومتفائلون أنهم سيسيرون على نهج والدنا جميعا (رحمه الله). وأوجه نداء خاصا لابن حائل البار الدكتور ناصر الرشيد لإنقاذ أندية حائل وتقديم الدعم المالي ليتسنى لمسيري قطبي المنطقة خدمة شباب حائل واحتواؤهم وتقديم البرامج الرياضية والوقائية والوطنية خصوصا ونحن مقبلون على استلام المنشآت الرياضية الضخمة التي أهدتنا إياها حكومتنا الرشيدة، التي تحتاج إلى إمكانات كبيرة لتشغيلها واحتواء هؤلاء الشباب الذين هم بأمس الحاجة للرعاية والتأهيل ليكونوا مواطنين صالحين، إذ إن المسألة تتجاوز ممارسة الرياضة إلى ما هو أبعد من ذلك من حيث تقديم البرامج والأنشطة التي تعزز الانتماء الوطني والأمن الفكري وتسعى إلى تعديل بعض السلوكيات غير المرغوبة. وثانيا أتمنى من الاتحاد السعودي خصوصا لجنة الاحتراف أن تحمي الأندية التي لا تطبق الاحتراف وتُنصف النادي في حال انتقل أحد نجومه إلى أحد الأندية المطبقة للاحتراف، وأن يكون لناديه الأصلي حقوقا يستلمها قبل انتقال اللاعب، وأن تكون مجزية بدلا من التقييم الحالي الذي لا يوازي حجم الدور الكبير للنادي في تأهيل هذا اللاعب المنتقل. وختاما نثق أن الرئيس العام يقدر حجم العمل الموجود بالأندية، وبالتالي فإنه يسعى إلى زيادة الموارد المالية للأندية. الاحتراف سبب التراجع المدرب الوطني القدير حمود السلوة، قال: «إن حالة الضعف والتراجع التي تعيشها في المرحلة الحالية الحركة الرياضية في منطقة حائل مردها الأول ضعف الموارد المادية. والاحتراف الذي تضررت منه أندية حائل تحديدا عن كرة القدم في الجبلين والطائي بعد أن كان هاذان الناديان في صفوف الكبار، أتحدث عن الاحتراف والإغراءات المادية التي أفرغت الجبلين والطائي من أبرز نجومهما نتيجة أنظمة ولوائح الاحتراف ورغبة نجوم الطائي والجبلين في تحسين مداخيلهم المادية والعروض المقدمة لهم، وبالتالي لا يجد الجبلين والطائي القدرة المالية التي من خلالها يستطيعان استقطاب المدربين واللاعبين المحترفين الأجانب والمحليين، فهذه أبرز ملامح التراجع التي أضحت عليه أندية حائل، وبعدها عن المراكز المتقدمة في المنافسة القوية وسط الكبار. ولعل من الحلول المطروحة لانتشال الطائي والجبلين وبقية أندية المنطقة من حالة الضعف هو العمل على خلق مبادرات لجهة دعم أندية المنطقة بمبادرات تأتي من الغرفة التجارية الصناعية بحائل ورجال الأعمال والهيئات والمؤسسات ورجال الرياضة من أبناء حائل المقيمين خارجها بدعم مالي يسهم في عودة رياضة منطقة حائل إلى حضورها القوي في مراحل سابقة كان فيها الجبلين والطائي منافسين قويين وواجهتين رياضيتين مشرفتين للمنطقة».