a_shmeri@ امتلأ خطاب زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي أمس الأول بمتناقضات فجة، فبينما قال إن الشعب اليمني لا يمكن أن يقبل بالظلم أو انتقاص استقلال بلاده، دعا إيران صراحة إلى «لعب دور أفضل في اليمن»، في إشارة واضحة على موافقته أن تضع طهران يدها على اليمن وأن تضاعف تدخلها في شؤونه، كما في سورية والعراق ولبنان. ومن اللافت في خطاب الهزيمة، تقديم الحوثي الشكر للنظام الإيراني لدعمه الانقلابيين على الشرعية، ما يعد اعترافا صريحا بتورطه في الحرب ووقوفه وراء الفوضى وتدمير البلاد، الأمر الذي يكذب في الوقت نفسه تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين دأبوا على نفي تورطهم في اليمن. ولم يتورع قائد المتمردين عن الخوض في حديث ممجوج عن الأخلاق، رغم أن ميليشياته نكلت بالنساء واعتدت عليهن في صنعاء قبل ساعات من إلقاء خطابه، كما تواصل اختطاف واعتقال المئات من اليمنيين وتعذيبهم في السجون. ورغم اعتراف الحوثي بالهزائم التي تتعرض له ميليشياته في السواحل الغربية للحديدة بفعل ضربات التحالف، أكد تمسكه بإشاعة الإرهاب والفوضى والعنف، مشيرا إلى أن المتمردين لن يتوقفوا عن مواصلة الحرب إلى آخر قطرة دم مهما كانت الظروف. وكشف الخطاب تقلص الحاضنة الشعبية لميليشيا الحوثي، التي باتت مرفوضة من قطاعات واسعة في صعدة وغيرها. واعتبر وكيل وزارة الإعلام نجيب غلاب، الخطاب نابعا عن شعور بالهزيمة ما ينبئ بقرب نهاية مشروعه الانقلابي. وقال إن الحوثيين لديهم شعور عميق بالهزيمة وأنهم لم يعودوا قادرين على الاستمرار في الاستحواذ على السلطة، وأضاف أن عدم كفاية الدعم الإيراني للحوثيين بعد الخسائر المتلاحقة، هو ما دعا الحوثي إلى دعوة طهران للتدخل المباشر. ووصف غلاب الخطاب بأنه «إرهابي» يتطابق في رؤيته مع خطابات «داعش» و«القاعدة» و«حزب الله»، مضيفا أن الخطاب يتعامل مع الشعب اليمني باعتباره طابورا خامسا، لأنه يرفض حكم الولاية الحوثية. ولفت إلى أن الحوثي ظهر كشخصية هزيلة مغلقة إذ أدان العالم كله عرباً وعجماً ولم يتغزل إلا بحركته، زاعما إيران مركزا للحق والعدل، متجاهلا أنها الداعم الرئيس والمصدر الرئيس للإرهاب. ووجّه القيادي في حزب المخلوع عادل الشجاع، بلاغاً إلى النائب العام في صنعاء ضد الحوثي، اتهمه بأنه يدعو عبر خطابه للتمييز العنصري وإشعال الفتنة بين اليمنيين. كما اتهمه بأنه أعطى توجيهات مباشرة بممارسة العنف ضد الشباب الذين لا يلتزمون بتعليمات جماعته، داعياً إلى تصفية المعارضين لهم، ومحذرا من وقوع مجازر أفظع من مجازر النازية.