alma3e@ احتفلت مؤسسات ثقافية باليوم العالمي للشعر، ومع أن هذه الاحتفالات لم ترض طائفة كبيرة من الشعراء والنقاد إلا أنّ القائمين عليها اجتهدوا كما يقولون. الناقد محمد العباس عبّر عن رأيه في هذه الاحتفالات بقوله: «المنخفض الشعري الذي حدث بالأمس نتيجة التقاء كُتل كلامية متباينة في الحرارة والكثافة والضغط والسرعة انحسر، وبانكساره انتهت العاصفة الشعرية المدارية. وتقول الأرصاد الذوقية إن الجو اليوم سيكون صحواً تتخلله زخات كلامية متفرقة»، إلا أنّ هناك آراء مختلفة مع هذه الرؤية في مؤسسات ثقافية احتفلت كما تقول بالشعر والشاعر، إذ رأى رئيس «أدبي الباحة» الشاعر حسن الزهراني أن الاحتفاء بالشاعر احتفاء بالشعر، إذ لا توجد معايير لهذا الاحتفاء لأن الشعر فوقها. فيما أكد عضو «أدبي القصيم» الشاعر أحمد اللهيب أن الاحتفاء بحدِّ ذاته ينثر البهجة في قلب الشعر وأفئدة الشعراء، لأنّ الشعر قيمة إنسانية سامية، أمّا الشعراء فلا رابط يجمعهم سوى الشعر، مضيفاً أنّ المؤسسات الثقافية معنيّة بالشعر والشعراء؛ لأنهم مادة سهلة لها تستطيع من خلالهم أن تسجل حضورا حتى وإن كان مكررا، ومن هنا لا أتصور أنّ هناك معايير واضحة تضعها المؤسسات الثقافية، طبعا هذا تصوّرٌ، وليس مسحًا ميدانيّا لتلك المؤسسات، ربما هناك أسباب أخرى ماديّة لكل مؤسسة تمنعها من استضافة شعراء مبدعين مميزين أو علاقات اجتماعية تفوق المعايير الإبداعية والشعرية لاستضافة شعراء هم من شعراء الظلّ.ww وذكر اللهيب أنّ المؤسسات الثقافية تجد نفسها مجبرة للتفاعل مع كل الأيام الثقافية العالمية، وهذا التفاعل هل هو صادر عن قناعة أم لا؟ لا يمكن تحديد ذلك بكل يسر وسهولة، ربما تتقاطع معها –أيضا- الصفحات الثقافية في هذا التفاعل، ومن هنا يقدم عدد من الشعراء الذين لا يحملون من الشعر إلا اسمه وليس لديهم إبداع يمكن أن يقرأ في سلسلة المسيرة النقدية للشعر العربي، والشعر السعودي خصوصا، إضافة إلى جانب آخر يتعلق بالنّقد الذي يقيم التجارب الشعرية ليقدمها في يوم الشعر العالمي. النّقد أصبح يسير في أفق بعيدٍ تنظيري أكثر من كونه تطبيقياً يقترب من الشعر ويعالج قضاياه، ومن هنا غاب النقد عجزا عن مواكبة الشعر، فكثر الشعراء وتنوع الشعر تنوّعا لا يمكن سبْر أغواره ولملمة أطرافه، وأصبحت الفجوة واسعة في تقييم الشعر وتقويمه لدى المؤسسات الثقافية التي تعجز لضعف كوادرها عن تمييز الغث من السمين من الشعر والشعراء لتستضيفهم في مناسباتها الثقافية. فيما رأى رئيس جماعة عبقر الشاعر «عبدالعزيز الشريف» أنّ تظاهرة الجمال والإبداع في يوم الشعر العالمي بهجة عالمية، لأنّ الشعر هو لغة العالم الموحدة التي اتفق الجميع على التخاطب بها، واعتبر الاحتفالية تلويحة حب وسلام وأمانٍ جميلة محددة بزمن يحتفل فيه عشاق الحياة بالحياة دون تدخل منا قد يفسد جماليات هذا اليوم العذب. وتمنّى الشريف أن لا نُحمّل بهجة الدنيا (الشعر) جفافنا وظنوننا وشكوكنا وخوفنا من كل ما هو محيط بنا وأن نعلم جميعاً أننا جزء مكمل للدهشة الإنسانية ويجب أن نؤمن أنّ في هذا الكون العريض متسعاً للفرح والحب والسلام، وأكّد الشريف على أنّهم في «عبقر» بنادي جدة الأدبي وعلى مدار أربع سنوات مضت وضعوا معيارهم الصارم في الاختيار الذي يطبقونه على ضيوفهم دون انحياز لمدرسة شعرية على حساب أخرى أو اسم دون آخر، كما أنهم لا يعترفون بالحدود في فضاء الإبداع الفسيح بل يركزون على تجربة الشاعر إلى جانب أن يكون لديه رافد إبداعي يوازي تجربته الشعرية.