القرارات الخاصة بالطرح الإعلامي المنتظر في المرحلة القادمة وآليات تجويده وتنقيته من الشوائب التي علقت به. مع وضع ضوابط منظمة تضمن أجواء صافية للحوار المفيد والجاد، جاءت لتكتب مرحلة جديدة يواكب فيها الإعلام التوجه الرياضي الجديد. ويقدم رياضة المملكة بوجهها المشوق والجاذب لكل الأطراف «عاملين، متابعين، ومستثمرين». وبما يضمن تدفقا سلسا ومشجعا على تحقيق المزيد من النجاحات فنيا وإداريا. بصورة أخرى.. يمكن القول إن القرارات بمثابة إعادة صياغة جادة ومتأنية للخطاب الرياضي بما يمنحه المزيد من القدرة على التأثير في المتلقي. بل وإعادة إنتاج رسالتنا الرياضية بكل جوانبها وبصورة تعكس المعاني والأبعاد والالتزامات المترتبة التي تحققها. لتسهم في نشر قيمنا وتعزيز انتمائنا لوطننا. لا أن تكون مجالا للتشفي وإظهار الأحقاد والتشكيك في الذمم والقَدْح في الآخرين. لمجرد أنهم لا يشاركوننا ذات الميول أو الألوان. الإعلام بقيمه المتوارثة يصنع في داخل «الإعلامي الحقيقي» رقيبا ذاتيا يتحرك وفق مؤشرات فطرية يدرك معها تفاصيل مسؤولياته تجاه الآخرين ويعي عثرات لسانه. ويملك وحدة القياس لحدود حرياته ونهاياتها. فهناك جيل ناشئ يسمع ويرى ويتأثر.. ومن ثم يقلد. جيل ناشئ لا يجب أن يتربى على أن التشجيع كراهية المنافسين ونعتهم بأبشع الألفاظ. أو أن الانتماء يعني إقصاء الآخر وإلغاء كل ما عداه بما في ذلك لون الوطن. هنا.. لا بد من إعادة قراءة الأمر برمته بطريقة واعية تستوعب كل احتياجات المرحلة ومتطلباتها. ولعل مباركة هذه القرارات من فئات عديدة في مقدمتهم الرياضيون بمختلف ميولهم تؤكد الحاجة الماسة لها. إذن دعونا نعود للتأكيد والتذكير أن هذه القرارات بما حملته من حزم تؤسس لإعلام مهني وحرفي يعتمد على المصداقية والوضوح. ويعزز الدور الحقيقي للإعلام ومكانته في عجلة التنمية بكل قطاعاتها وأكثر من ذلك تشجع على رياضة تنافسية تطرح في نهاية الأمر منجزات وطنية نفاخر بها. وفي تقديري أن مرحلة التصحيح الفعلية قد بدأت وعلينا جميعا أن نبدأ التطبيق بأنفسنا عملا بالآية الكريمة «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» فما كان سابقا من تجاوزات أو خروج عن النص ربما من المناسب الآن اعتباره ماضيا الواجب نسيانه وبدء صفحة ناصعة البياض. نخط عليها مدونة 2030 وكيف ننفذ منها إلى عمق هذه الرؤية الوطنية العملاقة. آخر العزف: نعم النقد مطلب دون شك والإعلام وسيلة تقييم ورقابة لكل عمل وطني جاد. ولا أحد بالضرورة يرفض هذا التوجه أو ينكره. ولكننا كإعلام مهموم بقضايا وطنه وبأطروحاته وأحلامه وأمانيه مطالبون بحفظ حق بعضنا في الاختلاف معنا دون أن يفسد هذا الاختلاف قضايا الود بيننا. ومطالبون أكثر بتقديم الأنموذج لأولئك القادمين من أجيال تريد أن تتعلم منا قيم الاختلاف والثوابت المتفق عليها. فمن حقهم علينا.. ألا نخذلهم حتى لا نخذل مستقبل هذا الوطن.