الفقراء يعتقدون أن المال هو أصل كل الشرور، أما الأثرياء فيعتقدون أن الفقر هو أصل كل الشرور، إن الاختلاف بين الأغنياء وغيرهم لا يتعلق بالمال في حد ذاته، ولكنه خلاف في العقلية والتفكير. في الطبقة الوسطى يقول الناس: إن عليهم أن يكونوا سعداء بما لديهم، مع أنهم يموتون خوفا عندما يتعلق الأمر بالمال. ذكر تقرير صادر عن الأممالمتحدة إن تعهدات قادة العالم في مؤتمر كوبنهاجن عام 1995م بتقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء تتلاشى. وأظهر التقرير بعنوان «الوضع الاجتماعي في العالم لعام 2005» أن 80% من الناتج المحلي الإجمالي لدول العالم يحصل عليه 20% من السكان الذين يعيشون في الدول المتقدمة. ما أسباب اتساع الفجوة بين الدول المتقدمة وبين الدول النامية، ومن بينها أكثر الدول العربية؟ وكيف يمكن مواجهة هذا ؟. نتيجة هذه الفجوة أصبحت نفايات الأثرياء ثروة الفقراء، من هنا يزداد الفقر عند الفقراء وتكثر نفايات الأغنياء وهذا هو التعريف للتبذير. والغريبة في البشرية أنك تجد الفقراء أكرم بكثير من الأغنياء، لأنهم يعرفون تماما شعور الحاجة، أطنان من الطعام يتم التخلص منها في حاويات النفايات وآلاف الأطفال في الجزء الآخر من العالم يموتون جوعا. وحدهم الفقراء يبتسمون للمحن، هي طريقتهم المثلى في الاعتراض على بؤس الزمن. الفقر ليس عيبا، كم من فقير يعيش ببساطته سعادة لو عرفها أهل الثراء لتقاتلوا عليها. العيب هو فقر الأخلاق وضياع القيم. «أطعموا البائس الفقير» هذه العبارة كانت محفورة على العملة السعودية النقدية المعدنية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز في عام 1392ه 1972م كانت هذه العبارة منقوشة على عملة معدنية بقيمة 50 هللة أي نصف الريال، كم هو مؤلم الشعور بالحرمان من الأشياء البسيطة. اللهم أجبر بخاطر كل محروم وعوضه خيرا. مع انتشار ظاهرة التبذير والإسراف في الطعام، خصوصا في السنوات الأخيرة ؛ إذ تقدر قيمة الفاقد والهدر الغذائي بالمملكة ب«49.833» مليار ريال سنويا حسب الورقة المقدمة من وزارة الزراعة في ورشة الحد من الفقد والهدر الغذائي، ورغم وجود عدد من الجمعيات الخيرية التي تساهم في حفظ الطعام كجمعية «إطعام» إلا أن هذا لم يمنع مجلس الشورى سن قوانين لمكافحة التبذير ومعاقبة المبذرين. الذين يتركون فائض طعام في أطباقهم في المطاعم هو بنسبة متوسط 20٪ من قيمة الفاتورة المدفوعة يشكلون نسبة كبيرة من الأثرياء من ضمنهم من يقيمون حفلات أو مناسبات رسمية أو خاصة. ظاهرة الإسراف في الأكل وهدر المتبقي في حاويات النفايات أصبحت وباء في المجتمع الأسري وعواقب هذا الإسراف والتبذير الغذائي السلبي يترتب عليه إثم وغضب شديد من الله. التبذير سبب من أسباب الهلاك ومحق البركات وزوال النعم؛ وذلك لأنه تفريق المال على وجه الإسراف، وهو أيضا أخذ المال من حقه ووضعه في غير حقه. في التبذير رجوع إلى الجاهلية وعاداتها القبيحة وفيه مفاخرة ممقوتة. وقوله تعالى: (إِن المبذرين كانوا إِخوان الشياطين). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا، وأملوا ما يسركم، فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم. للتواصل: فاكس: 0126721108