OKAZ_online @ أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الأهمية الاقتصادية والعسكرية والأمنية لجولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والتي تشمل عدداً من دول شرق آسيا، لا تقتصر على المملكة فحسب، بل تمتدّ لدول الخليج جميعها، وهو ما كان سببا في أن تستغرق شهرا كاملا. وقالت: «إن الجولة جاءت بعد زيارات رفيعة المستوى بين مجلس التعاون الخليجي ومسؤولين من الحكومة الصينية، ما يؤكد السعي لجعل العلاقات بين دول الخليج العربي وشرق آسيا أكثر عمقا، ورغم أن التجارة تشكل محوراً مهماً للوفد السعودي، إلا أن دور آسيا المتنامي في أمن الخليج سمة رئيسية لهذه الرحلة». وأوضح أستاذ العلوم السياسية جونثان فولتون، في مقالة كتبها في الصحيفة أن زيارة الملك سلمان للصين دليل على تنامي التعاون العسكري بين البلدين، لافتاً إلى أنه تم التأكيد على العلاقة الأمنية بين الرياضوبكين خلال زيارة إلى الصين قام بها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في شهر أغسطس الماضي، وقال خلالها وزير الدفاع الصيني تشانغ وان تشيوان، إن «الصين مستعدة لدفع العلاقات العسكرية مع السعودية إلى مستوى جديد»، وما يؤكد على هذا التنامي في العلاقات، أنه بعد شهرين من تلك الزيارة، أقيمت تدريبات عسكرية مشتركة لمدة 15 يوما في تشنجدو، إذ شاركت القوات الخاصة السعودية مع نظيرتها الصينية في تدريبات مكافحة الإرهاب. وأضاف جونثان أنه على الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي تعاونت فيها القوات الصينية في مناورات عسكرية مع دولة عربية، فإن المسؤولين العسكريين الصينيين عملوا على تطوير علاقات أعمق مع ضباط من دول مجلس التعاون الخليجي في السنوات الأخيرة، مثل عمان والإمارات. واعتبر المقال أن العلاقات الاقتصادية بين دول الخليج وآسيا أيضا، تعد من الأمور المهمة في الزيارة، مشيرا إلى أن الصين هي أكبر مستورد للنفط، وتعتبر حجر الزاوية في العلاقات بين آسيا ودول الخليج، بحجم تعاون يقدر ب185 مليار في عام 2014، مقارنة ب 10 مليارات فقط عام 2000. وبيّن جونثان أن القيادة السعودية لطالما رغبت في رؤية الصين أكثر نشاطا من الناحية السياسية في الخليج، وهناك دائما توقع بأن العلاقة لابد أن تتجاوز العلاقات التجارية مع الصين، وأن تؤخذ على محمل الجدّ أكثر شريكا إستراتيجيا، إذ يرغب قادة دول مجلس التعاون الخليجي في إشراك القوى الأخرى، للقيام بدور أكبر في المنطقة. وانتقل في المقالة إلى المحور الثالث لزيارة خادم الحرمين إلى دول شرق آسيا وهو الأمن، بالقول إن تركيز المملكة العربية السعودية ينصبّ على الأمن، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن تفاصيل جدول أعمال زيارة خادم الحرمين للصين لم تعلن بعد، إلا أن محطات أخرى في رحلته أشارت إلى أن الأمن على رأس قائمة القضايا التي يتعين تغطيتها في بكين. وأضاف أن محادثات خادم الحرمين الشريفين في ماليزيا تضمّنت بشكل مكثف موضوع الأمن مع توقيع اتفاقيات التبادل العسكري، والتدريبات المشتركة، وتعزيز التعاون العسكري، وفي إندونيسيا، كان خطابه أمام البرلمان يطالب بتوحيد الجهود في المعركة ضد الإرهاب، مع اتفاقية أمنية وصفت بأنها محور 10 اتفاقيات تم التوقيع عليها خلال الزيارة، ويتوقع أن تشمل زيارته إلى اليابان أيضا نفس الموضوع، ودور اليابان في الحفاظ على ممرات بحرية آمنة بين الشرق الأوسط وآسيا. ودلّلت المقالة على تنامي العلاقات العسكرية والأمنية بين المملكة واليابان بإعلان السعودية عن خطط لتعيين ملحق عسكري في سفارتها في طوكيو. واختتم المقالة بالقول إن رحلة الملك سلمان إلى آسيا، هدفت لدمج دول شرق آسيا في ديناميكية أمن الخليج، وأن هدفها التحول من نظام تهيمن عليه الولاياتالمتحدة فقط إلى نظام أكثر تعقيدا من ذلك بكثير، عبر مجموعة واسعة من الدول لديها مصالح متنوعة.