@Al_robai قرر مجلس الوزراء أمس الموافقة على الترتيبات التنظيمية للهيئة العامة للثقافة، لينقل المثقفين السعوديين من تطلعات وأحلام استمرت في الخيال أكثر من 70 عاماً إلى واقع لاحت بوادره بإنشاء هيئة مستقلة تمثل كل الأطياف والنخب في بلادنا على أمل أن يتحقق من خلالها تفعيل العمل الثقافي الوطني والإنساني في كل مناطق المملكة ومدنها وقراها وهجرها من خلال ما تتبناه الهيئة من تأسيس المراكز والمجمعات والقنوات الثقافية لخدمة النخبة الثقافية في كل أرجاء الوطن بما يتناغم مع رؤية المملكة 2030، إذ سبق أن أوصى مشاركون في مؤتمرات الأدباء باستقلال قطاع الثقافة وإعادة هيكلته بما ينسجم مع متطلبات التنمية الثقافية ومجتمع المعرفة، ووضع برنامج طموح لتعزيز الثقافة الوطنية والتأكيد على أواصر الوحدة واقتراح الآليات، وإقرار إستراتيجية للثقافة قادرة على النهوض بالفعل الثقافي بالمملكة وتوفير التمويل الحكومي اللازم للقطاعات الثقافية، لتستجيب القيادة أمس لهذه التوصيات والتطلعات بإقرار تنظيمات الهيئة وهيكلتها. وأوضح عضو لجنة صياغة هيكلة هيئة الثقافة محمد رضا نصر الله ل «عكاظ» أن الأطياف الثقافية تطلعت إلى تأسيس الهيئة وإقرارها فيما تتطلع منذ اليوم إلى أن يتمثل نظامها في ما يمكن أن تعمل عليه هيئة الثقافة من استثمار في تعزيز حضور القوى الناعمة التي تنضوي تحت مظلة الوطن بمنجزها التاريخي والتراثي وتجربتها الثقافية المعاصرة في ظل التراكم النوعي للمخرجات الثقافية على صعيد التعبير الأدبي والإنتاج النصوصي، لافتاً إلى أن التحول الوطني الذي تعمل عليه قيادتنا بحاجة إلى سند ثقافي يمكن المواطن من التفاعل مع جملة المعطيات، ليمكنه تدشين التحول نحو مجتمع شراكة جديد يقوم عليه وبه الشباب والشابات، مؤملاً أن يتبع اعتماد الهيئة إقرار سياسة ثقافية توصل حقيقتنا الثقافية والفكرية والإبداعية والجمالية إلى الآخر الذي ربما تشوشت صورتنا في ذهنه. ويرى نصر الله أن مجلس إدارة الهيئة يحتاج لتفعيل الأنظمة أعضاء ناضجي التجربة وحصيفي الرأي؛ كونها معنية بإحداث بنية تحتية لعمل ثقافي غير تقليدي، بدءا من تأسيس المراكز الثقافية ومروراً بإنشاء قاعات للفنون التعبيرية ومكتبات حديثة مرتبطة بشبكة معلوماتية تتضمن كل ما ينتجه العالم من نظريات وأفكار وتجارب أدبية وفنية. وتطلع نصر الله إلى تعميم نشاط الهيئة في المدن والقرى والهجر لتحقيق تنمية ثقافية مستدامة متناغمة مع رؤية المملكة 2030، إضافة إلى تسريع إقامة مجمع الفنون الملكي في الرياضوجدة والدمام، مشيراً إلى أن نجاحات عمل الهيئة ستحد من الإرهاب وتجفف منابع التطرف وتلجم التشدد والتعصب والإقصاء، ما يفرض وقائع إنسانية وحضارية جديدة على المجتمع السعودي تحت سمع وبصر ومباركة القيادة لتمتين التواصل الإنساني بين شعوب العالم والشعب السعودي. وراهن نصرالله على القادم من قرارات الهيئة في تغيير الصورة النمطية المقلوبة التي لا تزال بعض الجهات تحاول استثارتها بين حين وآخر، مؤملاً أن تدعم الهيئة بميزانية كافية تتوافق مع ما وعدت به رؤية 2030. وتتكون لجنة صياغة أنظمة الهيئة من: (الدكتور عبدالرحمن الشبيلي رئيساً، وعضوية الدكتورة فاطمة القرني والدكتور عبدالعزيز السبيل ومحمد رضا نصرالله ومحمد السيف وسلطان البازعي والدكتور مبارك الخالدي).