هنالك انفصام تام بين أجيالنا في المملكة. بدون تحديد حقبات زمنية، منهم جيل عصامي من الرواد، هؤلاء ندعو لهم بالرحمة. نحن لا نتكلم عمن ينالون ما يريدون بالنفوذ والرشوة والكذب والنفاق وإن تقمص بعضهم شخصية فاعل خير. وجيل طفرة طارت الدنيا بالنقود لهم ولم تقعد. بعضهم كد واجتهد وبعضهم كان ضحية سرق مجهودها في سوق أسهم ومساهمات وهمية اعتمدوا على القيل والقال وسوالف المجالس، وجيل لم يفهم شيئا وإن تعلم وابتعث، وجيل ما بين الاثنين ضاع في سقوط سوق العقار بشكل مفاجئ وتذبذبات سوق الأسهم منذ عقد، وعجز جيلين كاملين قبله في هيكلة سوق تستر وصل إلى أكثر من نصف مليون سجل تجاري وربما أكثر حاليا. ووضع اليد على أراض كبيرة المساحة بدعوى الاستثمار وبيروقراطية غريبة اخترعها عتاولة بيع تأشيرات ودشوش أو أطباق ساتلايت بيعت بعشرات الآلاف وهي لا تساوي ألف ريال. فرص للثراء والالتواء على القوانين والمنع والفتوى الجمركية بالمزاج. وأخيرا والمدللة، جاء جيل جديد أسميه 2.1 ومعناه معروف في ترقيم مواد الجامعة. ويعني جيل أرقى وأفضل. وليس مهما الحكم عليه، فليس لأحد الحق في الحكم عليه بالجودة أو عدمها. اتركوهم لينجحوا اكفوهم شركم وفسادكم وألسنتكم بالنقد، افسحوا الطريق، قل خيرا أو فاصمت، وإن كانوا فاسدين فلستم أفضل منهم. وليس مهما أن يفشلوا، فإن فشلوا فهذا حقهم كما كان حقكم، اجعلوهم ينطلقون فأنتم معظمكم عرقلتم كل شيء لتنجحوا وحساباتكم البنكية في الخارج تدل على ذلك. لو كُنتُم تحبون بلادكم لما كنزتم تريليونات خارج الوطن وتركتم الفتات هنا. نحن نعرفكم وبارك الله لكم في أموالكم فهي حق لكم، كل الذي نطلبه منكم أن تفعلوا أشياء إيجابية للوطن وتتركوا الجيل 2.1 ليعمل بحرية، الفرق أن الشوارع ازدحمت بليموزيناتكم وهم يركبون «أوبر». ترى الليموزين بالعشرات عند الإشارات بدون زبائن. وازدحمت الشوارع بوايتات الصرف الصحي لأن التخطيط والفساد اجتمعا لاقتناص ميزانيات وضعتها الدولة لخدمة الشعب. ولأننا في عهد الحزم يأمل الشعب إيقاف هذه العصابات وإبعادهم عن الساحة. لكن الفساد كالحرباء يغير لونه وشكله كل يوم والثعبان الماكر يدخل من الشقوق. الأمل كبير والمنتظر كثير. أطلقوا العنان للشباب. نريد مليون شركة من الشباب. أعطوا النساء فرصة فهم أكثر العاطلين. مرحبا بجيل 2.1 الوداع للآخرين. المستقبل هو التفاؤل.