@dr_maas1010 السياسة السعودية تدير مفاتيحها شرقاً والدليل هو توالي الزيارات المتبادلة بين زعماء الشرق الآسيوي العظيم وملوك وقادة المملكة العربية السعودية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ومن يقرأ رؤية المملكة 2030 يعرف أن التحركات السعودية باتجاه الشرق في السنتين الأخيرتين ليست وليدة اتجاه معتاد في السياسة السعودية في إبقاء شبكة علاقاتها ممتدة ومتحركة وكأنها تسير باتجاه عقارب الساعة من الغرب إلى الشرق ولكن تغيراً وتحولاً طرأ في نظرة السعودية لنفسها وللعالم من حولها من خلال رؤية 2030 أوجب عليها أن تتحرك - إن صح التعبير - بعكس اتجاه عقارب الساعة من الشرق إلى الغرب عبر مرتكزاتها الثلاثة في كونها تشكل العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية الرائدة، ومحور ربط القارات الثلاث. هذه المرتكزات الثلاثة ستكون حاضرة في الأجندة الكبيرة والاتفاقيات التي تم التحضير لها قبل برنامج زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله للشرق الآسيوي التي ستمتد بضعة أسابيع كما جاء في برنامج الزيارة تبدأ بالمرتكز الأول لرؤية المملكة 2030 ماليزيا كونها البلد الأكثر تطوراً في العالم الإسلامي.. ثم زيارة البلد الإسلامي الأكثر سكاناً إندونيسيا. وكون المملكة وضعت لنفسها تحدياً في أن تصبح قوة استثمارية رائدة على مستوى العالم فإن جدول زيارة الملك سلمان حفظه الله والاتفاقيات التي ستوقع مع ثاني وثالث أكبر اقتصادين في العالم أجمع الصينواليابان، والصين مرشحة أن تكون الاقتصاد الأول في العالم بحلول عام 2020 وهذا ما سيضفي على هذه الزيارة ترجمة حقيقية للدور الذي تتطلع السعودية أن تضطلع به عالمياً في كونها قوة استثمارية محركة للاستثمارات المتنوعة والخلاقة داخل وخارج المملكة وتجتذب وتصنع فرصاً هائلة للتكنولوجيا القادمة من اليابان.. وإذا عرفنا أن الصين تعمل على مشروع إعادة طريق الحرير كطريق تجارة يربط الشرق بالغرب فإن السعودية تقدم نفسها بما حباها الله من موقع إستراتيجي متوسط بين قارات العالم كدولة يصح أن تكون محور ربط القارات الثلاث التي ستدفع بالتجارة والنقل والاستثمار لآفاق أوسع وأكثر إيجابية لنفسها وللعالم المحيط بها.. السعودية بلد كما هو معروف واسع الاتصال بالعالم ولها شبكة علاقات فريدة تتمتع بها وهذه أحد مصادر قوتها، والملك سلمان حفظه الله سيقدم هذه العلاقات في إطار رؤية المملكة 2030 الأوسع أفقاً والأكثر عالمية من كونها رؤية محلية تختص بالشأن المحلي واختيار الشرق ليكون مفتاحاً لرؤية المملكة في أفقها العالمي له أسبابه ومرتكزاته التي جاءت في الرؤية نفسها ولا يعني أبداً أن المملكة قررت الاستغناء بالشرق عن الغرب بل إنها من خلال تحريك مفاتيحها السياسية والاقتصادية شرقاً ستقرب الغرب أكثر منها بل حتماً ستجده أقرب ولكن هذه المرة بعكس اتجاه عقارب الساعة!!.