تنتشر الأربطة الخيرية في مكةالمكرمةوجدة والمدينة المنورة، مساهمة من المقتدرين لإسكان المحتاجين من الأرامل والمطلقات وكبار السن، ويعتبر هذا العمل من أنواع التكافل والترابط الاجتماعي الذي حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف، ويتم وقف هذه المباني لخدمة الفئة المحتاجة، وتعود مسؤولية الأربطة إلى الأوقاف حاليا إذ إنها الجهة المسؤولة عنها. ولكن للأسف نجد هذه الأربطة تعاني من مشاكل كثيرة من ناحية قدم المباني وحاجتها للصيانة وتقديم الخدمات اللازمة لسكان الأربطة من المحتاجين، وأيضا يعاني سكان هذه الأربطة من الحاجة للخدمات الصحية والخدمات الاجتماعية، وهناك حاجة ماسة لتقديم هذه الخدمات إلى جميع ساكني الأربطة، ومن باب الإنصاف يجب ألا ننتقص مجهود الجمعيات الخيرية والمراكز الصحية في المساهمة في تقديم الخدمات، إلا أن نشاطها موقت ومتقطع وموسمي، يقدم حسب إمكانيات هذه الجهات، ولا يوجد فيها استمرارية. ويعتمد أهالي الأربطة على مساعدات أهل الخير المتقطعة، ما يستوجب علينا كأفراد المجتمع إيجاد آلية منظمة ومستمرة لمساعدت ساكني هذه الأربطة. وهنا يجب أن يبرز دور المسؤولية الاجتماعية من قبل البنوك والشركات والمؤسسات الخاصة التي تعمل تحت مظلة الغرفة التجارية في خدمة هذه الفئة، وإشراف مباشر من المحافظة التي لا تألو جهدا في علاج هذه المشاكل، بإعداد برنامج شامل للأربطة وتكوين فريق عمل لتقييمها، وتحديد احتياجاتها بشكل شامل ودقيق، ليشمل الاحتياجات الاجتماعية والصحية والهندسية والصيانة... إلخ، والبدء في توزيع الاحتياجات على مؤسسات المجتمع من خلال المسؤولية الاجتماعية في الغرفة التجارية، وذلك بإعادة ترميم الأربطة من قبل شركات المقاولات، والمساهمة في تأثيثها بالشكل اللائق من قبل شركات المفروشات، ومساهمة شركات التأمين في توفير العلاج الصحي لسكان الأربطة، ما يسهل لهم الحصول على الخدمات الصحية التي يحتاجونها، وتوفير كوبونات المواد الغذائية لتصرف لهم شهريا من قبل المتاجر وتجار الجملة، لتساعدهم في تغطية احتياجاتهم من المواد الغذائية، ولا ننسى مساهمة المتطوعين والمتطوعات من طلاب وطالبات المدارس والجامعات وأفراد المجتمع بزيارة الأربطة، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي، ورفع روحهم المعنوية، وشغل أوقات فراغهم، وتنظيم الزيارات الترويحية لهم، وإشعارهم بأنهم جزء من هذا المجتمع المسلم. * مستشار اجتماعي [email protected]