ALOKEMEabdualrh@ تطل قصائد الشاعر سعد الخريجي من موسيقى خاصة، وهي التي ارتحلت في حناجر الفنانين والمطربين لتتجاوز 400 أغنية عاطفية و40 أغنية وطنية صدحت من أجل الوطن.. قصائد ونصوص غنائية وصور وكلمات وعزف وهديل وبوح تشكل في فترات طويلة على يد أكثر من 130 مطربا معروفا.. تلك تمثل تجربة ثرية للشاعر الخريجي، فهو حين يكتب نصا وكأنه يقرأ لحنه وأداءه في صوت فنان معروف.. فما زلنا نذكر أغنية «سرى زعلان» لقيثارة الشرق طلال مداح يرحمه الله، وكذلك «يا ناس احبه واحب اسمع سواليفه» للفنان علي عبدالستار، وأغنية «جيت المنازل» للفنان نبيل شعيل، و«الصاحب اللي شد واقفت مطاياه» للفنان راشد الماجد، و«ظروفي ما تساعدني» للفنان سلامة العبدالله يرحمه الله، و«سحاب على العارض نشا» لسميرة العسلي، وأغنيات أخرى رائعة لرابح صقر، وعبدالمجيد عبدالله، وأحلام، وخالد عبدالرحمن، وطلال سلامة، ومزعل فرحان، وعبدالرحمن النخيلان، وآخرون. بدأ بنشر أول قصيدة عام 1392ه، يكتب النص السهل الممتنع الذي يلقى الرواج الكبير ويردده الجميع.. يلتقط المفردة العابرة التي تمر على شفاه الجماهير، ويجعل الجماهير تعشقها من صياغته وحبكته. في قصيدة «الصاحب اللي شد» التي لحنها صالح الشهري وغناها الفنان راشد الماجد يقول: الصاحب اللي شد وأقفت مطاياه ما يدري انه حط جوفي حرايق إلى أن يقول: واللي تحبه حيل يا شين فرقاه جربتها وعندي عليها وثايق ما قد خبرنا الطير يزهد بمرباه إلا إذا ما هو له الجو رايق يقول إنه لم يتأثر بشعراء سابقين سوى والده، فهو من بيئة شاعرة تحيط به القصائد وكلماتها.. وهو يفرق بين القصيدة الغنائية والقصيدة الأخرى، لكن الأغنية بلحنها تسرقه باتجاهات بعيدة، فتوطدت علاقاته الخاصة مع ملحنين كبار مثل محمد شفيق (يرحمه الله)، وصالح الشهري (يرحمه الله)، وأنور عبدالله، وطلال باغر، وغيرهم من القامات الكبيرة.. لكنه رغم هذا كله مسكون بشاعر بدوي نقي يقطف مفرداته من الصحراء العريضة، ففي قصيدة «عشق بدوي» جعلنا نقف أمام قصيدة غارقة في الوجد والألم وهي التي شدا بها الفنان خالد عبدالرحمن فصدر ديوانه الأخير ليحمل اسم «عشق بدوي».. في دلالة على نقاء وطهر وصدق ذلك العشق من جهة، ونقاء وسمو رسالة الشاعر من جهة أخرى، يقول: نويت مرباع الغضي سيد الأحباب قصدي يزول الجرح زاد التهابه جيت وبقايا نارهم حول الاطناب وبيت الشعر مطوي وباقي زهابه تبدو حالة الفقد في غياب الخلان فتظهر لوعة الشاعر هنا حين رأى بقايا النار حول بيت الشعر فتذكر الأحبة، وتناثرت المشاعر غارقة في الحزن والوجع، حيث طوي بيت الشعر الذي كان يصدح بأصواتهم الجميلة هناك، يقول: أقفت ركايبهم ومني الهدب ذاب من دمع يسأل وانذهل بالإجابه على غزير الدمع ضميت الأهداب صديت لين الدمع يكفي سحابه بعض الوجع يمكن يداويه الأعشاب وبعض الوجع يا ويل منهو سطا به عشق بدوي لا حب ما هو بكذاب يوفي ولو جرحه تجدّد صوابه هكذا يرسم لنا الخريجي مشهدا حزينا، صورا غارقة في الوجد، لعشق نبت في بيئة نقية، مضوا وتركوا ضحكاتهم فوق جدار القلب، رحلوا وتركوا نقوشهم وذكرياتهم على الرجوم والجبال. تلك هي إضاءات عابرة عن تجربة شاعر مطبوع يجيد كتابة القصيدة التي ترتحل عاليا فوق شفاه المطربين والفنانين، وكذلك قصائد أخرى تسكن في وجدان محبيه.