استلم الوطن خلال هذا الأسبوع دفعة أولى من أصل 84 مقاتلة من طراز الإف 15 SA المتقدمة جدا. والرمز SA هنا هو السعودية Saudi Arabia لأن هذه الطائرة تباع لعدة دول ومنها سنغافورة ورمز طائرتهم إف 15 SG... واليابان ورمز طائرتهم إف 15 J.... وكوريا رمز طائراتها إف 15 K... والكيان الصهيوني ورمز معظم طائرتهم إف 15 I.... ولهذا الحدث المهم وقفة تأمل لأن الموضوع له العديد من الأبعاد المهمة الجديرة بالمعرفة. أولا: هذه الطائرة هي من صنع شركة بوينج الأمريكية، وكانت في الأساس من صنع شركة «ماكدونل دوجلاس» المتخصصة في مجال صناعة الطائرات الحربية... ولا علاقة لها بشركة «ماكدونالد» الشهيرة بالهامبورجر.. وإن وجبت المقارنة فطائرات الإف 15 هي أفضل بكثير في عالم الطيران الحربي من وجبات ماكدونالد في عالم المأكولات السريعة. وهذه الطائرة صممت في مطلع السبعينات الميلادية لتكون المقاتلة الأولى في العالم. وكانت فلسفة تصميمها عجيبة لأنها ضخمة جدا فهي من أكبر المقاتلات حجما على الإطلاق إذ يبلغ طولها حوالى ستين في المائة من طول الإيرباص 320 التي تشغلها خطوط «ناس» و«السعودية» اليوم... مع العلم أن المقاتلة تتسع لشخصين فقط بينما تتسع الإيرباص لحوالى مائة وخمسين راكبا. وهذا الحجم الضخم مكرس للمحركات الضخمة، والتسليح الحديث، والأجهزة المتقدمة. وللعلم فهي بمشيئة الله تستطيع أن تسير بسرعة تفوق سرعة الرصاصة من فوهة المسدس صعودا إلى الأعلى، وأكثر من ذلك في الخط المستقيم... وتصل إلى ارتفاع عشرة كيلومترات خلال دقيقة واحدة من إقلاعها... وهي من طائرات «الجيل الرابع» في عالم المقاتلات النفاثة، والمقصود أنها تلك التي بدأت في العمل في عقد الثمانينات الميلادية من القرن الماضي. والصحيح هنا أن الإف 15 السعودية بسبب تطورها وتحديثها تعتبر من الجيل «الرابع والنصف» فهي متقدمة عن الإف 15 التقليدية التي تتمتع بأفضل سجل انتصارات في عالم القتال الجوي... وكان أول نصر لها سعوديا 100%.... وفضلا تأمل هذه المعلومة: طائرتنا الإف 15 الجديدة متقدمة في تقنياتها عن جميع طائرات الإف 15 في العالم، حتى في القوات الأمريكية والكيان الصهيوني... والمقصود بالتقدم هنا هو أنها تحتوي على أجهزة تحكم، وملاحة، وتسليح، وبحث، وتمويه أفضل بكثير من أي من طرازات الإف 15 الأخرى. وعلى سبيل المثال فطائرة الإف 15 التي تعمل لدى القوات الجوية الصهيونية عددها 58 واسمها العبري «باظ» ومعناها «الغنيمة» وهناك أيضا 25 مقاتلة من طراز إف 15E الأكثر تحديثا وقد انضمت لتلك القوات عام 1993 واسمها باللغة العبرية «رعم» ومعناها «الرعد». وكلها لا تقارن بطائرة الإف 15 السعودية في أدائها في السرعة والصعود والمناورة، وفي «ذكائها»، وقدراتها الهجومية والدفاعية، ومناوراتها المتميزة. وأحد الأسباب هي أنها تحتوي على ما يسمى بالطيران بالسلك Fly by Wire، وهذا المصطلح ليس دقيقا لأن لا علاقة له بالأسلاك، فهو منظومة تحكم تعمل على «ترويض» المدخلات من الطيارين للتحكم في حركة الطائرة لترفع من قدرتها على المناورات وهذه ليست موجودة على طائرات الإف 15 التقليدية. وأخيرا، أضيف أنه باستلام هذه المقاتلات الجديدة سيكون لدى الوطن أكبر عدد من مقاتلات الإف 15 في العالم خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية. وهناك المزيد، فقريبا بمشيئة الله سيتم البدء بتنفيذ برنامج لتحديث طائرات الإف 15 التقليدية التي تملكها قواتنا الجوية حاليا بمشاركة أيادٍ وطنية لتصبح شبيهة بمواصفات الطائرات الجديدة إلى حد كبير. وتحديدا، فقد بدأت شركة «السلام» السعودية لصناعة الطائرات... التي تشغل بعقول وأيدٍ سعودية، بتطوير مقصورة القيادة وأجنحة جميع طائرات الأسطول الحالي من الإف 15 كجزء من برنامج تحديث قواتنا الجوية. أمنية: أتمنى أن نتذكر أن قواتنا الجوية تعمل بهدوء وبإخلاص لحماية الوطن على مدار الساعة. وأن الأساس في قواتنا هو الرجال قبل المعدات، لأنهم مصدر التميز والفخر لقواتنا الجوية. والآن ولله الحمد أصبح لدينا أحد أقوى الأساطيل الجوية على مستوى العالم. أدعو الله عز وجل أن يديم نعمة الأمن والأمان علينا اليوم وكل يوم في السماء والأرض وكل مكان. وهو من وراء القصد.