arwa_almohanna@ يعرّف الأدب بشكله العام بأنه أحد أشكال التعبير الإنساني ومن خلاله تنطلق الفكرة في اختزال الشعور سواء كان النص شعراً أم سرداً وحتى جميع الأجناس الأدبية كمبدأ تنظيمي ومحكم في تصنيف النتاج الفكري هذا النتاج الذي شاع في الآونة الأخيرة كفكرة تعبيرية على الجداريات متمثلة بجمل أدبية مقتضبة ومصاغة تحت مظلة «أدب الشوارع» سبّب هذا المصطلح إشكالية في الوسط الأدبي، إذ هل يمكن اعتبار هذا النوع من التعبير «أدباً». يشير الروائي العراقي علي الحديثي إلى كون أنه إذا أردنا أن نطلق مصطلح (أدب) على كل شيء يكتب فهذا يعني أن البشرية كلها أدباء «لا مشكلة أن تكون البشرية كلها (أدباء)، ولكن المشكلة في الفوضى الأدبية التي تترتب على ذلك، وما هو تجنيسها الأدبي؟ فضلاً عن أن ما يكتب على الجدران من جمل أدبية تعبيرية له لمسة أدبية، أي هو أديب في ذاته يهمل قلمه، وكثيرا ما نرى أناسا لهم تعابير أدبية، ولم يكونوا أدباء»، وأمّا عن حاجة الكتابة الشوارعية في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي فيقول «الكتابة الشوارعية لها تأثير نفسي على المارّة، فلو كتبت أنت جملة على الفيس فلن يقرأها إلا أصدقاؤك في الصفحة، أمّا في الشارع فيقرأها كل مارّ فيه وغالبا ما تكون مثل هذه الكتابات ذات طابع سياسي فهي رسالة موجهة إلى الساسة في ذلك البلد فضلاً عن كتابات رومانسية أو ساخرة». فيما ترى الروائية الكويتية ميس العثمان أن ظاهرة التدوين الحروفي العباراتي على جدران الأزقة والأحياء هي ظاهرة ليست جديدة وهي كذلك ليست مقتصرة على دولنا العربية «في زيارات متكررة لعدد من الدول الأوروبية أجد الكثير من تلك الكتابات والرسومات إذ تتفاوت بحرفيتها وإتقانها، والمتروكة كما هي على جدران الأحياء الداخلية –في الغالب– دون أن يتم مسحها من قبل البلديات»، لافتة إلى كونها ظاهرة انعكاس للحاجة للقول ولإبداء الصوت والرأي والفكرة، وترجع العثمان هذه الظاهرة إلى زمن السبعينات والثمانينات، لافتة إلى أن الجدران كانت تحتوي عبارات أشبه ما تكون ب«نفثات قلوب» المراهقين من الشباب والصبية وحتى زمن التسعينات صارت الجدران مكانا أصيلا للتعبير عن المقاومة، مبينة أن هناك عبارات كتبت لجنود الاحتلال وإعلامه تعبيرا عن رفض المحتل والطاغية! وتضيف كونها هي الجدران ذاتها التي زيّنت بعبارات الحب للكويت يوم التحرير، أما إذا كانت تصنف أدباً فتقول «بالتأكيد تلك العبارات أقل من أن يطلق عليها «أدب»، خصوصا أنها منقولة في الغالب من أصحابها غير المعروفين، وتظل هذه الصرعات متناقلة من جيل لآخر مهما تقدمت بالإنسان التكنولوجيا، فالإنسان هو ذاته والمراهقة السلوكية لا تنضب على أيّة حال!».