arwa_almohanna@ يصف الفيلسوف الألماني جورج هيغل، أحد أهم مؤسسي حركة الفلسفة المثالية الألمانية في أوائل القرن ال19 الميلادي، مسار الفلسفة الذي أتى به بأنه امتداد لحركات الفلسفة جميعها، رافضاً أن يطلق متتبعوه فكرة نشوء فلسفة جديدة خاصة به. وصدر كتاب جديد عن دار الكتاب الجديد ببيروت يحتوي على سلسلة نصوص «هيغل والهيغلية» للمؤلف جان فرنسوا تعريب المترجم فؤاد شاهين، «لا يجادل أحد في مدى صعوبة فهم إنتاج هيغل الفكري، ولكن هذا الإنتاج يعتبر من بين الأعمال الفكرية التي أثرت بعمق مشهد الفكر المعاصر»، من هذا المنطلق عرف الناشر الكتاب من حيث اعتباره «ظاهراتية الروح» قبل أي شيء آخر؛ لأنه وفي عوالم الفلسفة كما يؤمن هيغل جدليات كبيرة ومن غير المعقول، كما يؤمن أيضا أن الفلسفة فكرة تتجاوز الواقع المعاش، إذ من خلالها يمكن أن نفكر بشكل جيد على الأقل بشكل سليم، ومن أجل ذلك لم يحاول هيغل أن يأتي بمذهب جديد بقدر ما كان يحاول أن يأخذ الحكمة من جميع المذاهب التي سبقته في طرح ما في جعبتها حد الخروج بمفهوم عقلاني ووجودي لهذا العالم، يعود مصطلح «هيغلية» إلى كونه مصطلحا جمعيا لحركات فلسفية تطورت عن النتاج الفكري للفيلسوف هيغل، ويذكر أن الحركة أثرت بشكل كبير على فلاسفة القرن ال19 في ألمانيا وخارجها حتى أنها قسّمت لفريقين: هيغلية يمينية وهيغلية يسارية، قدم هيغل أكثر من 20 عملاً بين نتاج فكري وفلسفي بحت، كان منها «المدخل إلى علم الجمال»، «ظاهريات الروح»، «محاضرات في تاريخ فلسفة»، «أصول فلسفة الحق». هذا وعرفت له جمل فلسفية قصيرة عديدة كان من أشهرها «التعليم هو فن جعل البشر أخلاقيين».