يرى كثيرون أن اعتماد الاتحاد السعودي لكرة القدم تشكيل لجنة لتوثيق المسابقات المحلية والبطولات والأندية الفائزة بها، تطور إيجابي في سبيل إحصاء وحصر وتوثيق الإنجازات التاريخية للكرة السعودية في ظل فوضى الإحصائيات التي تصدرها الأندية، ويأتي ذلك بعدما ظهر الاختلاف في أرقام الرصد على العكس مما تقوم به العديد من الاتحادات الأهلية في بقية دول العالم. وحول ذلك، قال المؤرخ الرياضي محمد القدادي بأن نادي الهلال هو أكثر الأندية السعودية تحقيقا للبطولات النقية والواضحة، وذلك باعتبارها حققت في الفترة المؤثقة التي لا تقبل التأويل، بينما لم يكن في أحسن حالاته في الفترة الصعبة التي تحتاج إلى بحث وفحص وتحر للإثبات وتوثيق البطولات والفرق الفائزة بها، أما بطولات الاتحاد والنصر والأهلي وبقية الأندية تحتاج إلى مزيد من الإحصائيات، لأن هناك العديد من البطولات التي نظمت منها بطولات تنشيطية وبطولات ودية وبطولات رسمية. وحول انطلاقة البطولات السعودية، قال القدادي: إن الانطلاقة للبطولات كانت في 1371ه بمسابقة كأس الملك الذي تعد البطولة الأقدم إلى جانب كأس ولي العهد وكأس الاتحاد السعودي، ويعد كأس الاتحاد السعودي امتدادا لكأس الجهة الراعية، حيث كان هناك كأس وزارة الداخلية عندما كانت الوزارة المسؤولة عن الرياضة ثم كأس المعارف للإشراف وزارة المعارف عليها وهكذا حتى وصلنا إلى كأس الاتحاد السعودي لإقامه البطولة تحت رعاية الاتحاد السعودي. أما الدوري فقد مر بمراحل مختلفة منها أن الدوري كان تنشيطيا ولم يكن تحت مظلة الاتحاد السعودي وسمي بدوري التربية والكشافة على كأس وزارة المعارف وفاز به الاتحاد وكان ذلك في عام 1371ه. وفي عام 1966 انطلق الدوري وتوقف بسبب نكبة حزيران وكان الاتحاد هو المتصدر. أما الدوري بمسمى الدوري العام والذي شارك فيه جميع أندية المملكة كان عام 1389ه وفاز به النادي الأهلي وهي الانطلاقة الحقيقية للدوري كمسمى وكنظام ومشاركة جميع الأندية.. وبين القدادي بأن بطولات دوري كأس خادم الحرمين الشريفين لا تعد بطولات دوري على اعتبارها نظمت بنظام المربع الذهبي، حيث لا يوجد في العالم مباراة نهائية على بطولة دوري بالتالي الفرق التي حققت البطولات من فترة 1411ه إلى عام 1427ه هي محققة بطولات كأس. من جانبه، أشار الخبير الرياضي والمؤرخ الدكتور أمين ساعاتي إلى أن أول دوري أقيم بنظام النقاط كان يسمى الدوري العام على كأس الملك وفاز به نادي الوحدة عام 1377 هجرية على اعتبار أن هناك مسابقة لكأس ولي العهد تقام بنظام خروج المغلوب. وبين الساعاتي بأن نادي الاتحاد كاد أن يفوز بأول دوري تحت مظلة الاتحاد السعودي في عام 1966 لولا نكبة حزيران حيث تم إلغاء الدوري حينها. منوها إلى أن الدوري الذي فاز به النادي الأهلي عام 1389 تم إلغاؤه بقرار من صاحب السمو الأمير خالد الفيصل عندما أصدر قرارا بعدم إقامة دوريين في عام واحد، كما أنه لم ينظم تنظيم دوري وإنما أقيم بمشاركة أبطال المناطق، في الوقت الذي حقق فيه نادي الاتفاق بطولة الدوري العام بعد أن فاز بنظام الدوري على كأس الملك من نفس العام وبمشاركة جميع الفرق، وفي عام 1395 تم إقامة دوري العام التصنيفي الذي يعد البداية الحقيقية للدوري الحديث، فقد تم بموجبه تصنيف الأندية بين أندية ممتازة وسمي الدوري الممتاز وأندية الدرجة الأولى، وفاز به نادي النصر، واستمر الدوري مع إيقاف بطولة كأس ولى العهد حتى عام 1411ه حيث تم إعادة مسابقة كأس ولي العهد مع تعديل مسمى الدوري العام إلى دوري كأس خادم الحرمين الشريفين وهو امتداد للبطولة التي انطلقت عام 1377 إلى عام 1427 حيث تم إعادة نظام الدوري بنظام النقاط في عام 1428 وحتى الآن مع بقاء استمرار مسابقة كأس ولي العهد. وحول الأندية الأكثر فوزا بالبطولات قال الساعاتي: إن نادي الهلال يعد الأكثر فوزا ومن ثم نادي الاتحاد فهما حققا بطولات مختلفة ومحفوظة في التاريخ الرياضي وباتفاق جميع المؤرخين الرياضيين.